عنوان الفتوى : سفر المرأة للدراسة دون محرم
أنا مقيمة في دولة غير دولتي، ولم أستطع إكمال دراستي الجامعية بها؛ لعدم قبولها للأجانب، واستمررت على هذا الحال ثلاث سنوات، إلى أن تجاوز سني السن القانوني للدراسة، ووجدت الآن منحة في دولة إسلامية مجاورة، تتيح لي الدراسة مجانًا بسكن جامعي آمن، وهي آخر فرصة لاستكمال دراستي، ولكن –للأسف- لا أحد من محارمي يريد السفر معي، فما حكم سفري دون محرم لهذه الدولة، وإقامتي فيها للدراسة، والسفر لا يتجاوز ساعتين من الزمان، مع فريق كبير من النساء، ومسؤولين من المنحة؟ علمًا أنني إن عدت لدولتي فلا يمكن قبولي؛ لأنني تجاوزت السن القانوني. وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجماهير أهل العلم على أن سفر المرأة بغير محرم، لا يجوز إلا عند الضرورة، كالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، فاجتهدي في محاولة إقناع أحد محارمك للسفر معك، وإن لم تكوني متزوجة، فيمكن أن يكون الزواج حلًّا، بحيث يرافقك زوجك، ويقيم معك هنالك، هذا مع العلم أنه لا يشترط وجود محرم عند الإقامة في ذلك البلد، حيث كانت الإقامة مأمونة.
فإن لم يكن من سبيل لرفقة محرم، أو زوج، وكنت بحاجة لهذه الدراسة، فيمكن الترخص بقول من أجاز السفر بغير محرم عند أمن الفتنة، ولو لغير ضرورة، ولا سيما إذا كان بالطائرة، ومع صحبة جمع من النساء، وراجعي الفتوى رقم: 173927، والفتوى رقم: 173887. واحرصي على اجتناب كل ما يمكن أن يدعو للفتنة.
والله أعلم.