عنوان الفتوى : استثمرت مالا حراما في مشروع حلال ثم تخلصت من قدر رأس المال فهل تستمر في المشروع؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أملك خبرة فى مجال تداول الخيارات الثنائية، فكسبت منها الشئ الكثير، مع علمى بحرمتها، ثم استثمرت ما كسبته فى مشروع حلال، ثم تصدقت بمقدار رأس المال من نصف أرباح هذا المشروع، والنصف الآخر أيضا تصدقت به، أى ظللت فترة لا أجنى أىة أرباح حتى انتهى من إخراج مقدار رأس المال الأصلى، فما حكم ما سيأتينى من أرباح فى الشهور القادمة، هل أتخلص من المشروع كاملا، علما بأنى بدأت تداول الخيارات الثنائية فقط من خلال هدية قيمتها 1$ أعطانى إياها الموقع؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله.

أولا:

حكم التعامل بالخيارات الثنائية

لا يجوز التعامل بالخيارات الثنائية، كما سبق بيانه في جواب سؤال:(حكم الاتجار في الخيارات الثنائية)، وسؤال:(عقود الخيارات في الأسهم؟). 

ثانيا:

حكم استخدام مال حرام في مشروع حلال

من اكتسب مالا من التعامل المحرم، مع علمه بالتحريم، وجب عليه أن يتخلص منه بإعطائه الفقراء والمساكين أو صرفه في المصالح العامة.

لكن: إن كان محتاجا، فيجوز أن يأخذ منه قدر حاجته. ويجوز أن يأخذ منه ما يكون رأس مال لتجارة مباحة، أو أن يأخذه قرضا ثم يرده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فإن تابت هذه البغي وهذا الخَمَّار، وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم، فإن كان يقدر يتجر أو يعمل صنعة كالنسج والغزل، أعطي ما يكون له رأس مال، وإن اقترضوا منه شيئا ليكتسبوا به، ويردوا عوض القرض؛ كان أحسن " انتهى من "مجموع الفتاوى"(29/308).

فإذا كنت قد تخلصت من قدر المال المحرم، فقد أديت ما عليك، وهو داخل في كلام الشيخ: " وإن اقترضوا منه شيئا ليكتسبوا به، ويردوا عوض القرض، كان أحسن"؛ فهذا أحسن من أن يجعلوا الحرام رأس مال تجارتهم ثم لا يردوا مثله، مع أن هذا جائز عند الحاجة.

وعليه؛ فما سيأيتك من أرباح في الفترة القادمة، حلال لك؛ إذ لا يلزمك أكثر من التخلص من قدر رأس المال المحرم.

ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، ويبارك لك.

والله أعلم.