عنوان الفتوى : التكليف يكون من بدء حصول البلوغ
بسم الله الرحمن الرحيم هل يعتبر سن البلوغ هو السن المعتبر في محاسبة الإنسان على أفعاله وأقواله؟ مع ملاحظة اختلاف الناس في البلوغ بحسب اختلاف مواقعهم فمتى يحاسب على الصلاة - الزكاة - الصيام - شتم الذات الإلهية- شتم الدين..... إلى غير ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا حصل للمرء البلوغ بعلامة من علاماته المعروفة في الشريعة، صار مكلفاً من بدء حصول بلوغه، والمكلف تجري عليه لوازم التكاليف الشرعية من الأوامر والنواهي، فالأوامر كالصلاة والصيام والحج ونحوها، والنواهي كالكف عن الزنا وشرب الخمر وسائر المعاصي والفواحش الكبائر منها والصغائر، وقد بينا ذلك مع بيان علامات البلوغ في الذكر و الأنثى في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18947، 10024، 33965، 26889. ولمعرفة حكم سب الذات الإلهية راجع الفتوى رقم: 1327. لكننا ننبه إلى أن الشرع أمر الأولياء بأن يدربوا أولادهم على فعل العبادات وترك المنكرات إذا بلغوا سن التمييز ليخف عليهم ذلك إذا بلغوا، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع... رواه أحمد، وحسنه الأرناؤوط. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ ليطرحها، ثم قال: أما علمت أنا لا نأكل الصدقة. ومن المعلوم أن الحسن وقتئذ كان صبياً لم يبلغ الحلم. والله أعلم.