عنوان الفتوى : الإنصات للقرآن خير معين لتدبره
كيف نسمع (ننصت) للقرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الإنصات هو الاستماع مع ترك الكلام، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالاستماع والإنصات إلى القرآن الكريم، ووعد على ذلك بالرحمة؛ فقال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]. ويجب الإنصات لتلاوة القرآن في الصلاة الجهرية لمن كان مأمومًا. والإنصات للقرآن الكريم من أهم الوسائل المعينة على فهمه وتدبر معانيه. والقرآن الكريم إنما أنزل ليتلى ويفهم معناه ويطبق في حياة الناس، ولا يتأتى ذلك إلا بقراءته بتدبر والإنصات إليه بخشوع، فذلك من أهم ما يعين على حصول المقصد الأساسي من إنزال القرآن، الذي هو التدبر والفهم والتطبيق. قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]. وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82]. وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]. فالإنصات المطلوب إذن هو الإصغاء لقراءة القرآن، وعدم الانشغال عنها بغيرها أثناءها. والله أعلم.