عنوان الفتوى : هل يحرم امتهان كل مكتوب؟
من المعلوم أنه لا يجوز وضع أية أشياء فوق ما فيه ذكر الله، وما شابهه. لكن هناك مسألة احترت في إيجاد جوابها، وهي أننا مثلًا في مقرر التاريخ ندرس تاريخ القدماء، ونتعرف إلى ما كانوا يعبدون من دون الله، فللأسف نكتب أسماء تلك المعبودات الباطلة في الكراس هكذا: "اﻵلهة كذا. آلهة كذا .." أعوذ بالله. هنا تساءلت: هل نضع أشياء فوق هذا الكراس، وقد ذكر فيها لفظ: إله؟ لكني مع ما آتاني الله من علم حول العقيدة الصحيحة، وفطرة الله التي فطر الناس عليها قلت: كيف نحترم أمورًا كفرية؟ وكيف لا نضع فوقها أشياء؟ بل ينبغي أن تهان؛ ﻷنها مخالفة للشرع. فمدار سؤالي: إذا وُجدت ألفاظ -مثل هذه- في كتب وغيرها، فهل تهان أم ماذا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن العبارات التي ذكرتها ليست مما يعظمها الشرع -كالقرآن، أو أسماء الله، أو الأنبياء-، فلا يجب احترامها لهذا المعنى، لكن يجب احترامها، ويمنع امتهانها عند بعض العلماء، الذين يرون أن الحروف لها حرمة مطلقًا، ولو كان المكتوب باطلًا في الشرع، جاء في الشرح الكبير -عن الاستنجاء-: (لا) يجوز...ب(محترم)...من (مكتوب) لحرمة الحروف، ولو باطلًا، كسحر .اهـ.
جاء في حاشية الدسوقي: (قوله: لحرمة الحروف) أي: لشرفها. قال الشيخ إبراهيم اللقاني: محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي، وإلا فلا حرمة لها، إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله. وقال عج: الحروف لها حرمة، سواء كتبت بالعربي، أو بغيره، وهو ما يفيده ح، وفتوى الناصر. قال شيخنا: وهو المعتمد (قوله: ولو باطلًا) أي: ولو كان ذلك المكتوب باطلًا، كسحر، وتوراة وإنجيل مبدلًا فيهما أسماء الله وأنبيائه. اهـ.
وراجع لمعرفة أقوال العلماء في هذه المسألة، الفتوى رقم: 110857.
وأما مجرد وضع شيء فوق الشيء الذي يجب احترامه، فلا يعتبر امتهانًا له، كما سبق في الفتوى رقم: 287743.
والله أعلم.