عنوان الفتوى : إلقاء ما فيه كلمة توافق القرآن أو أسماء الأنبياء في المهملات
ما وافق لفظ القرآن الكريم من كلمات, أو اسم شخص وافق اسما من أسماء الأنبياء, ما الحكم فيه من ناحية الدخول به إلى بيت الخلاء أو إلقائه في مكان غير محترم كسلة المهملات وغيرها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد موافقة اللفظ لكلمة من كلمات القرآن أو الاسم لاسم من أسماء الأنبياء لا يجعل لذلك حرمة الألفاظ والأسماء المعظمة في الشرع، قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله أو اسم نبي له، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم من أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك أما مجرد اسم محمد أو عيسى أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. انتهى.
وإذا لم يكن المكتوب مما يعظمه الشرع فإن أهل العلم قد اختلفوا فيما إذا كان يجب تعظيمه أو لا يجب... جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز الاستنجاء بمحترم كالكتب التي فيها ذكر الله تعالى ككتب الحديث والفقه، لحرمة الحروف ولما في ذلك من هتك الشريعة والاستخفاف بحرمتها، واختلفوا في الكتب غير المحترمة ومثلوا لها بكتب السحر والفلسفة وبالتوراة والإنجيل إذا علم تبدلهما.. فذهب المالكية إلى أنه لا يجوز الاستنجاء بهذه الكتب لحرمة الحروف.. وذهب الشافعية إلى أن غير المحترم من الكتب ككتب الفلسفة وكذا التوراة والإنجيل إذا علم تبدلهما وخلوهما عن اسم معظم فإنه يجوز الاستنجاء به، وقال ابن عابدين من الحنفية: نقلوا عندنا أن للحروف حرمة ولو مقطعة.. انتهى.
وقال الدسوقي: قال الشيخ إبراهيم اللقاني: محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي، وإلا فلا حرمة لها إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله، وقال عج: يعني عليا الأجهوري: الحروف لها حرمة، سواء كتبت بالعربي أو بغيره، وهو ما يفيده ح وفتوى الناصر، قال شيخنا وهو المعتمد.
وبناء على ذلك فالأحوط تجنب وضع تلك الكلمات والأسماء في سلة المهملات؛ مراعاة لمن يقول بحرمة الحروف، وأما مجرد دخول الخلاء بها فلا نرى فيه بأساً.
والله أعلم.