عنوان الفتوى : دور الشاب في الإسلام
ما هو دور الشاب في الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل فرد من المسلمين له دور يجب عليه أن يقوم به شابًّا كان أو شيخًا، رجلاً كان أو امرأة، غنيًّا كان أو فقيرًا؛ وذلك لأن الإسلام يحث على العمل ويدعو إليه. قال تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة:105]. وقال صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل مُيسَّر لما خُلق له... رواه البخاري وغيره.
لكن الإسلام قد أحاط الشباب بمزيد عناية لما لهم من تأثير في الحياة؛ إذ هم أداة الإنتاج، وحماة الأمة، وحُمَّال العلم، وجذوة نشاط الأمم. ومن أهم الجوانب التي اهتم الإسلام برعاية الشباب فيها:
1- حمايتهم من الآفات، ليحفظ عليهم دينهم، وينمي فيهم الولاء لله ولدينه، ولذلك أمرهم بغض البصر وحفظ الفرج، وحثهم على الزواج لأجل ذلك.
2- ترغيبهم في الفضائل ومحاسن الأخلاق، وبيان فضيلة ذلك وأثره، ففي الحديث: إن اللّه يحب معالي الأخلاق ويكره سَفْسَافها. رواه البيهقي وصححه الألباني.
ولكي يتأهل الشباب للقيام بدوره المنوط به يجب عليه أن يسعى لاستكمال آلة العلم النافع، وأن يشفع ذلك بالعمل الصادق الخالص، وألا يتوانى في سبيل خدمة دينه ومجتمعه، وأن يحذر من الانحراف في تيارات الفتن والأهواء التي تقودها كثير من وسائل الإعلام المختلفة في كثير من البلاد، بإيعاز من أهل الشر والفساد، الذين قال الله عنهم: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً [النساء:27].
فالشباب الذين يريدون نفع أمتهم هم الذين يتأسون بالذين قال الله عنهم: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام:52]، وقال عنهم: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور:36، 37].
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 11465، 17670، 16541، 23391، 14258.
والله أعلم.