عنوان الفتوى : حلق اللحية.. وملاقاة الله بقلب سليم
سئل إمام مسجد هنا بالجزائر: كيف تلقى الله بدون لحية؟ فأجاب: ألقاه بقلب سليم، واستدل بقوله تعالى: (إلا من أتى الله بقلب سليم)، وبذلك فقد أجاز حلق اللحية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حلق اللحية حرام، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وغيره. قال: انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى. أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد. وفي رواية: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب.
وبناء على ذلك، فحلق اللحية لا يجوز فعله لمسلم، وأحرى أن يكون الفاعل إمام مسجد. ثم كيف يكون لاقيًا الله بقلب سليم من يخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، ويقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].
وروى البخاري وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلاَّ من أبى. قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى.
والله أعلم.