عنوان الفتوى : الذكر النفسي والدعاء بالقلب مقبول
لقد سمعت أن الله عز وجل لا يحاسب الإنسان على حديث النفس، ولكن ما أريد معرفته: هل يمكننا أن ندعو الله عز وجل في قلوبنا وأنفسنا دون النطق بها باللسان؟ وهل نحاسب عليها؟ وهل يمكننا أن ندعو الله عز وجل عند النوم وتكون العيون مغمضة؟ وهل يستلزم عند الدعاء الطهارة؟ وكيف يمكنني أن أدعو لنفسي؟ وقد سمعت أن هناك بابا من أبواب المحاسبة يوم القيامة تكون فيه النساء هن اللاتي يحاسبن وحدهن واللاتي يحاسبن على عدة أشياء فأفيدوني أفادكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن النطق باللسان في الدعاء والذكر أفضل من مجرد إرادة المعنى بالقلب، مع أن الذكر النفسي والدعاء بالقلب فقط ممكن، ويثاب عليه فاعله ويجزيه الله به إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه. والأصل في ذلك الحديث القدسي، الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم... وراجع للفائدة الفتوى رقم: 13109، والفتوى رقم: 32416. أما تغميض العينين عند الدعاء في وقت إرادة النوم أو غيره، فلا بأس به مادمت تدعو الله بلسانك وقلبك حاضر، إذ لا يشترط فتح العينين في الدعاء. أما كيف يمكنك أن تدعو لنفسك، فأهم ذلك أن تخلص لله تعالى في دعائك وتدعو بقلب حاضر وأنت موقن بالإجابة، وتتخير الألفاظ الجامعة، كالأدعية التي وردت في القرآن والسنة. وهنالك شروط وآداب للدعاء وأمكنة وأزمنة فاضلة. راجع لمعرفتها الفتوى رقم: 23599. وليست الطهارة من شروط الدعاء أو الذكر؛ قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. متفق عليه. ولكن كلما كان العبد على هيئة أكمل وأفضل من الطهارة واستقبال القبلة ونحو ذلك، كان دعاؤه أرجى للقبول. أما سؤالك عن الباب الذي يحاسب منه النساء وحدهنَّ، فلا نعلمه، ولكن لا شك أن المرأة تحاسب على أشياء لا يحاسب عليها الرجل، مثل عدم ارتداء الحجاب، كما أن الرجل يحاسب على أمور لا يحاسب عليها النساء، مثل عدم الإنفاق على الأهل مع القدرة. والله أعلم.