عنوان الفتوى : من وجد السحر فليدفنه
وجدت سحرًا (عملاً) عمله شخص لي باسمي، أخذه ابني ولا اعلم أين ألقاه، لكن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فبالنسبة لتحصين نفسك من السحر فيمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 5433. إضافة إلى الالتزام بتقوى الله تعالى، فإن فعل المعاصي سبيل لهلاك الإنسان وتسليط أعدائه، فما من مصيبة تنزل بالإنسان إلا بسبب ذنب ارتكبه. قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.[الشورى:30]. مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى. أما ما تعتقد أنه سحر فإن وجدته فقم بدفنه كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجد السحر الذي عمله له اليهودي، ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشة أن الله قد أفتاني في ما استفتيته فيه. قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليَّ، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زُرَيق، قال: في ماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطة وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان. قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحنَّاء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين. قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثوِّر على الناس منه شراً. وأمر بها فدُفنت. علماً أنه لا ينبغي لك أن تستسلم للأوهام والخيالات، بل عليك أن تعتمد على الله تعالى، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. والله أعلم.