عنوان الفتوى : الحجاب.. أم الدراسة
أنا بين خيارين: إكمال دراستي أو التزامي بالخمار (الحجاب) أعينوني على اختيار الطريق المستقيم. وشكراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان الخيار بين أن تغطي المرأة رأسها وبقية بدنها غير الوجه والكفين أو تترك الدارسة، فلها - والحال هذه - أن تقلد بعض أهل العلم القائلين بجواز كشف الوجه والكفين وتتابع دراستها. وإن كان المقصود هو نزع الحجاب بالكلية وكشف الشعر والأطراف، فهذا لا يجوز قولاً واحدًا. ولا يجوز للمسلمة أن تترك حجابها بحال من الأحوال إلا في حالة الضرورة التي تُفرض عليها وتقدر بقدرها. وليس من الضرورة متابعة الدراسة، فإن الحجاب فرض عين ولا يقارن بإكمال الدراسة؛ لأن متابعة الدراسة أقصى ما يقال عنها إنها من الحاجيات أو التحسينات. فإذا كان بإمكان السائلة الكريمة أن تتابع دراستها في المنزل أو بالانتساب إلى إحدى المؤسسات العلمية فبها ونعمت. وإلا فلا تجوز لها التضحية بفرض العين من أجل الحاجيات أو التحسينات. ونسأل الله تعالى أن يجعل لها ولأمثالها من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا. ومن هنا نوجه النداء إلى كل المسلمين وكل الجاليات خارج الوطن الإسلامي وداخله، أن يسعوا في إنشاء مؤسسات تلائم دينهم وتخدم عقيدتهم وتستوعب أبناءهم وأبناء غيرهم، بتسامح وحرية وإنصاف، ليستغنوا عن غيرهم ويعطوا النموذج الإسلامي الصحيح. والله أعلم.