عنوان الفتوى : مسائل في انتقال النجاسة وتطهيرها
كنت أظن أن العرق لا ينقل النجاسة، ولكني عندما بحثت في الفتاوى، وجدت أنه ينتقل، والعرق الذي أتكلم عنه أشعر به ولكن لا أراه بيدي. هل من الممكن أن أتخيله؟ وأنا لا أريد أن آخذ بالقول الأيسر، أريد أن آخذ بالقول الصائب؛ لأني بدأت أصاب بالوسواس، وكنت سابقا مصابة به، والقول الأيسر يزيدني سوءا. ففي يوم من الأيام كانت أمي قد غسلت ملابسي في الغسالة الأوتوماتيكية، مع العلم أن غسالتنا لا تضع الكثير من الماء، لكنها تضع ماء 3 مرات ولكنه قليل، وأيضا ترمي الماء على الجدران. وبعد ذلك غسلت الملابس، ثم وجدت أحد ألبستي به أثر دم حيض، ولا أعرف في أي مجموعة كان، فأخذت المجموعة التي غسلتها واستخدمتها. فهل تنجس كل شيء استخدمته؟ وقبل فترة من الزمن أظن أن هاتفي كانت عليه بعض النجاسة، وذلك لظني أن العرق لا ينقل النجاسة، ثم في يوم من الأيام كنت في بيت أختي، وكنت قد اشتريت بعض الحاجيات وأمسكتها بيدي، وأمسكت هاتفي، ثم أمسكت الأغراض، وأحاول التذكر إذا كان هناك عرق بيدي، ولكن لا أستطيع، والذي يغلب على ظني نعم كان بها، ولكني أذكر أني كنت مرتاحة جدا عندما كنت أمسكها، ولم أفكر أني سأغسلها، ولكن بعدها أتذكر مسألة أن العرق لا ينقل، وأقول إني كنت مرتاحة بسبب هذا، وخصوصا أنها كلها أشياء غير قابله للغسل، ومنها شسوار، وأخاف الآن أن أستخدمه وتكون يدي مبللة، فتنتشر النجاسة، وأيضا أخاف أن أغسله فيخرب. وأيضا قبل بضعه أيام لدي علبة مكياج، وهي بودرة مضغوطة، وكانت في يدي نجاسة، فلمستها فأخذتها وغسلتها، ودخل الماء بداخلها، ولكن الذي لاحظته أن الماء استقر فوق. وعندما قرأت مكوناتها، وجدت أنها تحتوي على شمع صناعي، فأزلت الماء وأزلت طبقة رقيقة منها ولم أعرف إذا كان الماء قد نزل إلى الأسفل. فهل أرميها أم أعتبر أنها طهرت وأستخدمها؟ وأيضا هل كل الأسطح الصقيلة تطهر بالمسح؟ وهل بالمسح الجاف أم الرطب؟ وماذا عن التنظيف الجاف، فقد أخذت بقول الحنفية؛ لأني مقتنعة به، ولكن في التنظيف الجاف، الملابس تغسل مرة واحدة في المادة العضوية، ولكنها تذيب الأوساخ. فها تزيل النجاسة وهي نجاسة حكمية؟ اعذروني على الإطالة، لكن أخاف أن أعتبرها طاهرة، وأنشر النجاسة في غرفتي وأغراضي، وصلاتي لا تقبل. هل إذا اعتبرتها طاهرة، وهي نجسة، لا تقبل صلاتي؟ وبعض الأشياء التي ذكرتها ليست وسوسة، متأكدة 100%. وأرجو أن تكون إجاباتكم تفصيلية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور نحب أن ننبهك إليها، وببيانها يزول عنك الإشكال إن شاء الله.
أولا: الأصل في الأشياء الطهارة، فلا يحكم بانتقال النجاسة من موضع لآخر إلا بيقين جازم، يمكن الشخص أن يحلف عليه، وبدون هذا اليقين فليستصحب الأصل وهو الطهارة.
ثانيا: من العلماء من يرى أن النجاسة لا تنتقل من جسم رطب أو مبتل، لآخر طاهر، بالضابط المبين في الفتوى رقم: 154941.
ثالثا: الدم ومنه دم الحيض، من النجاسات التي يعفى عن يسيرها، فلا يضر بقاء أثره في الثوب، ولا ما انتقل منه إلى غيره؛ لأنه معفو عنه، وتنظر الفتوى رقم: 134899.
رابعا: الأجسام الصقيلة تطهر بالمسح عند كثير من العلماء.
خامسا: لا حرج على الموسوس في الأخذ بأيسر الأقوال، وينبغي له أن يعتمد ذلك، وألا يشدد على نفسه؛ رفعا للحرج، ودفعا للمشقة، وتنظر الفتوى رقم: 181305.
سادسا: النجاسة الحكمية لا بد في إزالتها من صب الماء عليها، ومكاثرتها بالماء، ولا يطهر بالجفاف إلا الأرض وما اتصل بها اتصال قرار.
سابعا: الغسالة الأوتوماتيكية يكفي الغسل فيها لتطهير النجاسات الحكمية بلا شك.
ثامنا: إذا شككت هل كان في يدك عرق أم لا؟ فالأصل عدمه، وإذا شككت هل انتقلت النجاسة أم لا؟ فالأصل عدم انتقالها. وإذا شككت هل هذا الشيء نجس أم لا؟ فالأصل طهارته.
فدعي عنك الوساوس ولا تبالي بها، ولا تعيريها اهتماما؛ فإن استرسالك معها يفضي بك إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.