عنوان الفتوى : زنى بنصرانية وحملت وأبت التزوج منه وخائف على الطفل
أنا شاب عربي غرتني الأماني وذهبت إلى إحدى الدول الأجنبية لأعمل بها، وكان معي رأس مال صغير هو كل ما أملك، واشتركت مع شخص نصب علي وضيع كل ما أملك.. وتعرفت على فتاة آوتني وأطعمتني وأحبتني وساعدتني بلا مقابل، وللأسف وقعت معها في فاحشة الزنا وأخبرتني أنها حامل وتريد العودة إلى بلدها، فعرضت عليها الدخول فى الإسلام وأتزوجها، فرفضت، فعرضت عليها الزواج ويصبح الطفل مسلما وتظل هي مسيحية، فرفضت، وقالت إنها سوف ترجع إلى بلدها وتحتفظ بالطفل، مع العلم أنها ليست مومسة ولا تمارس الزنا كمهنة وأنا الآن نادم أشد الندم.. فما مصير هذا الطفل؟ وهل عندما يصبح نصرانيا أحمل ذنبه يوم القيامة؟ وكيف أتوب؟ وكيف أنجو من هذا الذنب العظيم؟ أصلي وأبكي على ما فعلت، وأصبحت زاهدا في كل شيء ونفسيتي مدمرة تماما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب، فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، فإذا كنت قد تبت إلى الله فأبشر بقبول التوبة وعفو الله عنك ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
ولا تشغل نفسك بشأن الطفل المولود من الزنا، فإنه غير لاحق بك، ولكنه ينسب إلى أمّه فقط، وأشغل نفسك بعمل الصالحات واجتهد في التعجيل بالزواج من امرأة صالحة تعفك وتعينك على طاعة الله عز وجل، وأكثر من ذكر الله ودعائه، فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.