عنوان الفتوى : الاتهام بدون بينة بهتان وإثم مبين
بعد نقاش حاد مع أهلي بخصوص زوجتي وأنه لا بد من تطليقها لأنها عملت لي عمل سحر, قمت بالتشاجر مع زوجتي، وقد كنت غضبان ومنفعلا، وقد رميت عليها يمين الطلاق " طالق, طالق طالق بالثلاث". لم أتتحقق من أمر السحر, وكنت تحت تأثير الغضب الذي أفقدني صوابي وتلفظت الطلاق. لدي ابنتان وزوجتي تصر على أنها بريئة من أي شيء نسب لها، وأنها تريد العودة إلى عصمتي. لم يمر أكثر من أسبوع على هذا الأمر، وهذه أول مرة أتلفظ فيها بالطلاق, أفيدونا جزاكم الله خيرا، ما مشروعية هذا الطلاق؟ وإمكانية إرجاع زوجتي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فطلاق الثلاث سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 5584 والفتوى رقم: 3754. أما اتهام أهلك لزوجتك بعمل السحر من غير بينة، فكان الواجب عليك ألا تخوض معهم فيه، بل تنصحهم بالكفِّ عنه، وتسعى في التأليف بينهم. فإن من البهتان والإثم المبين الذي تجب التوبة منه أن ينسب المرء لمؤمنٍ أو مؤمنة ما هو بريء منه، كما قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً[الأحزاب:58]. والله أعلم