عنوان الفتوى : هل من صفات الله الفخر والخيلاء؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل تنسب صفة الفخر لله عز وجل؟ هل تنسب صفة الخيلاء لله عز وجل؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله.

لم نقف على ما يدل على وصف الله بالفخر والخيلاء ، وإنما وُصف سبحانه وتعالى بالعظمة، والجبروت، والكبرياء، وأنه يحب المِدحة.

1-أما العظمة، فثابتة في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ البقرة/ 255

وفي حديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة: ...فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رواه: البخاري (7510) ومسلم (193).

وحديث ابن عباس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ رواه البخاري (7431) ومسلم (2730).

قال قوام السُّنَّة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 130) : "ومن أسمائه تعالى العظيم: العَظَمَة صفة من صفات الله، لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمةً يُعَظِّم بها بعضهم بعضاً، فمن الناس من يُعظَّم المالٍ، ومنهم من يُعظم الفضل، ومنهم من يُعظم العلم، ومنهم من يُعظم السلطان، ومنهم من يُعظم الجاه، وكلُّ واحدٍ من الخلق إنما يُعَظَّم لمعنًى دون معنى، والله عَزَّ وجلَّ يُعظَّم في الأحوال كلها" انتهى.

2-وأما الجبروت، ففي قوله تعالى: السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الحشر/23

وفي حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ رواه أحمد (23980)، وأبو داود (873)، والنسائي (1049).

قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن، ص 19: " (جبروته) : تجبُّره، أي: تعظمه" انتهى.

وقال الشيخ الهرَّاس رحمه الله: "وقد ذكر المؤلف هنا لاسمه (الجبار) ثلاثة معان، كلها داخلة فيه، بحيث يصح إرادتها منه:

أحدها: أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله؛ فكم جبر سبحانه من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، وأزال من شدة، ويسر من عسير؟ وكم جبر من مصاب، فوفقه للثبات والصبر، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر؟ فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه.

الثاني : أنه القهار، دانَ كلُّ شيء لعظمته، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته؛ فهو يُجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته؛ فلا يستطيعون الفكاك منه.

والثالث: أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه؛ فلا يستطيع أحد منهم أنَّ يدنو منه" انتهى من شرح نونية ابن القيم، ص484

3-وأما الكبرياء:

فقال تعالى: وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الجاثية/ 37

وروى مسلم (2620) وأبو داود (4090) واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ .

قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن، ص 18: "وكبرياء الله: شرفه، وهو من (تكبَّر) : إذا أعلى نفسه".

4-وأما حبه تعالى لأن يُمدح:

فروى البخاري (7416) ومسلم (1499) عَنِ المُغِيرَةِ أو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الجَنَّةَ .

وروى البخاري (4637) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ .

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...