عنوان الفتوى : حكم إجابة نداء الأم أثناء صلاة الفريضة
لأني مصابة بالوسواس، أتوتر كثيرا في الصلاة؛ لأني أركز فيها، وأخاف أن يدخل علي أحد، ويفقدني تركيزي، حيث أضع تركيزي بالنية، وبأني أركز على عدم خروج الريح، وبالوضع الذي أنا به بالصلاة، حينما كنت أصلي بالركعة الأخيرة من العشاء في السجود أحسست بأحد سوف يدخل علي، ورفعت وقلت التحيات، ودخلت أختي وتوترت كثيرا وكنت أسبها في قلبي، وأنا أقول التحيات، وأصلي على النبي صلى الله عليه، وآله وسلم، وأحسست أني فقدت تركيزي على مقعدتي، وشعرت بحركات كثيره في دبري. فلا أدري إن كنت قد أخرجت الريح أم لا؟ حيث إني كنت أحبسها طول الصلاة، وأخاف من التوتر أني أفلتها. المشكلة أن هذه الأشياء لا تحدث إلا بالصلاة؛ لأني عندما سلمت تغير الوضع تماما بحياتي العادية، حتى لو أن ريحا قارب على الخروج، فإنه لا يخرج إلا بالضغط مني، ولكن بالصلاة لا أدري ما وضعي؟ وجاءني ضيق شديد؛ لأني أصلي صلاة العشاء متأخرة، ولكن قبل منتصف الليل، وإذا أعدت الوضوء والصلاة كان قد خرج بالفعل. فماذا علي أن أفعل: هل أعيدها حيث إن لدي شكا قويا جدا؟ لا تقولون لي إن لم أكن متيقنة؛ لأني فعلا لا أدري وضعي، ولا أعلم ما الذي علي فعله؟ أخاف من عذاب ربي، وأصبحت نفسيتي سيئة حتى مع والدتي عندما تناديني وأنا أصلي، أقول لها بأني أصلي فلا تناديني. أفتوني ولا تحيلوني إلى فتاوى أخرى.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاجك هو أن تعرضي عن الوساوس، وألا تبالي بها، ولا تلتفتي إليها، ولا تعيريها اهتماما، وصلاتك والحال ما ذكر صحيحة، فلا تعيديها، بل إعادتك لها ستكون استجابة منك للوسوسة، وتكون بذلك فعلا خاطئا قد يترتب عليه مزيد من الوساوس، فعليك كلما وسوس لك الشيطان وأنت في صلاتك أنه قد خرج منك شيء، فلا تلتفتي إلى هذا الوسواس مطلقا، وإذا كنت في صلاة الفريضة، ونادتك أمك فلا تخرجي من الصلاة، ولكن أعلمي أمك بعد الصلاة أنك كنت تصلين، ولا يجوز لك أن تتكلمي في أثناء الصلاة؛ فإن تعمد الكلام في أثناء الصلاة يفسدها.
والله أعلم.