عنوان الفتوى : حكم مشاهدة الكرتون والبرامج التي تصاحبها موسيقى وصور نساء أحيانا
هل ما يجب غض البصر عنه في الحقيقة يجب كذلك في أفلام الكرتون؟ فإذا كنت أتبع الرأى القائل بعدم جواز النظر للنساء مطلقًا ـ ولو من غير شهوةٍ ومع أمن الفتنة ـ فهل يجب علي عدم النظر إلى النساء أيضًا، وإن افترضنا أنَّهُنَّ قد يَكُنَّ مُتَحَجِّبَاتٍ في أفلام الكرتون؟ وإذا كانت هناك بعض المقاطع، أو الأفلام السينمائية أو فقرة إخبارية وظهرت فيه النساء، فهل يُبَاحُ لي النَّظر إلى الشاشة، وغضِّ البصر بمجرد ظهور النساء، ويكون من النظرة الأولى المعفوّ عنها؟ أم أنَّهُ لا يجوز أصلًا متابعة هذه الأشياء مطلقًا، ولا تكون نظرتي من المعفو عنه، وإذا كانت هناك موسيقى، وليست مصاحبةً لمادة البرنامج، أو الشيء الذي أتابعه، بحيث تظهر على فتراتٍ، وأقوم بإطفاء صوت التلفاز عند ظهورها. فما حكم ذلك؟ وإذا كان في أحد الكرتونات، أو غيرها، ما فيه مخالفة شرعية، ككشف عوراتٍ... فما القول أيضًا إذا صرفت بصري عند ظهور هذه المشاهد، وبعدها استكملت المشاهدة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فرّق بعض أهل العلم المعاصرين بين النظر إلى صور النساء والنظر إلى الرسوم الكرتونية للنساء، فأجاز النظر إلى الصور الكرتونية عند أمن الفتنة وانتفاء الشهوة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أما صور الكرتون التي ذكرتم أنها تخرج في التلفزيون، فإن كانت على شكل آدمي فحكم النظر فيها محل تردد، هل يلحق بالصور الحقيقية أو لا؟ والأقرب أنه لا يلحق بها. اهـ
والأصل منع مشاهدة واستماع الأفلام والبرامج التي تشتمل على الموسيقى أو صور النساء المتبرجات، لكن إذا دعت الحاجة لمشاهدة أو سماع شيء من ذلك لنفعه، فالظاهر ـ والله أعلم ـ جوازه مع غض البصر عند ظهور النساء، وكتم صوت الموسيقى، وما يحصل من ذلك بغير قصد فهو في مظنة العفو ـ إن شاء الله ـ وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ما حكم استماع بعض البرامج المفيدة كأقوال الصحف ونحوها التي تتخللها الموسيقى؟ فأجاب: لا حرج في استماعها والاستفادة منها مع قفل المذياع عند بدء الموسيقى حتى تنتهي، لأن الموسيقى من جملة آلات اللهو، يسر الله تركها والعافية من شرها. اهـ
أمّا إذا لم تكن هناك مصلحة في مشاهدة أو سماع ما يشتمل على المنكرات، فهو على أصل المنع.
والله أعلم.