عنوان الفتوى : أجر من لم يحضر الجماعة لعذر
نفع الله بعلمكم، وهدانا وإياكم لاتباع شرعه على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه. أخوكم شابٌ منَّ الله تعالى عليه بفضله بالمحافظة على الصلاة جماعة، والحرص على التبكير إلى المسجد، أسأل الله أن لا يحرمني فضله، وأن يميتني على ذلك. سؤالي هذا قد أقلقني وطفِقت أبحث عن إجابته خوفاً من التقصير فأرجو أن تتسع له صدوركم الكريمة. عانيت مؤخرا من آلام في بطني، وانتفاخات تلزمني أحيانا بإطلاق الريح والذهاب لدورة المياه، وتزيد هذه الحالة أثناء الوضوء والصلاة لدرجة أني أتوضا ثم ينتقض وضوئي يقينا لمرة أو مرتين على الأقل، وقد أخبرني أحد الإخوة المختصين أنها عين والله أعلم. كذلك أحيانا للصلاة مع التصبّر والمدافعة رغبةً في عدم فوات الجماعة، مع أن ذلك يفقدني الخشوع -غالبا- لكن الله المستعان. يكثر إحراجي وتزداد معاناتي عند التبكير إلى الصلاة؛ حيث تزيد الانتفاخات، وأضطّر للذهاب لدورة المياه، ومن ثم إعادة الوضوء. أصبحت في آخر الأيام أؤخر الذهاب للمسجد حتى أتأكد من هدوء هذه الآلام وقضاء الحاجة والوضوء، مع أن ذلك قد يتكرر، وبذلك أُحرم فضل التبكير إلى المسجد، وأتأخر أحياناً حتى الإقامة أو قبلها بدقائق أو بعدها، وقد تفوتني الجماعة أحياناً وأصلي مع الجماعة الثانية، وكل ذلك بسبب ما أنا فيه من معاناة. سؤالي جزاكم الله خيرا: هل يجوز لي تأخير الذهاب للمسجد حتى تخّف هذه الأعراض، وأتأكد من هدوئها عني، أم يلزمني التبكير برغم وجودها والخروج لدورة المياه التابعة للمسجد عند مضاعفاتها؟ يؤلمني أن يفوتني فضل التبكير بسبب ما شرحته لكم، فهل لو بقيت في المنزل حتى تهدأ الأعراض عني وأتوضأ وأستغل وقتي بالذكر، ثم أذهب للمسجد عند هدوئها هل لي أجر كأجر من أتى المسجد مبكراً؟ وهل أؤجر على صبري على هذه المعاناة ، وإصراري على عدم ترك الجماعة ؟ أفيدوني وأرشدوني ليطمئن قلبي، فأنا في ضيقةٍ من أمري لايعلمها إلا الله ، أسأل الله أن لايفتنني وإياكم في ديننا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم اعلم بارك الله فيك أنك مأجور بنيتك الصالحة على كل حال، وأنك تدرك بها -إن شاء الله- ما قد لا تدركه بعملك، فما دام الله يعلم من قلبك الحرص على التبكير للمسجد وحضور الجماعة، فإن أجر ذلك يكتب لك إن حال بينك وبينه حائل خارج عن إرادتك.
وأما ما سألت عنه، فإن الواجب عليك أن تنتظر ريثما ينقطع خروج الريح ثم تصلي، لأن صلاتك بطهارة متيقنة أولى من صلاتك مع الجماعة، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 114190.
وعليه؛ فالواجب عليك ألا تصلي إلا بعد انقطاع خروج الريح، ولا حرج عليك في البقاء بمنزلك ريثما تتوقف هذه الأعراض، ولك الأجر كاملا إن شاء الله.
والله أعلم.