عنوان الفتوى : بغض الكافر لدينه لا يستلزم عدم محبته لقرابته

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

دلائل قرآنية وسنية على محبة الكفار.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فان المنصوص في القرآن هو بغض الكفار وعدم محبتهم نظرا لكفرهم بالله تعالى، فقد نص الله تعالى على عداوتهم وعدم حبهم فقال تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ. {آل عمران: 32}. وقال: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ. {الروم: 45} وقال تعالى: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ. البقرة 276 وقال سبحانه: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ. {البقرة: 98}.

وأخبر عن حال إبراهيم ومن يأتسي به من المسلمين في عدم حبهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ. [الممتحنة: 1] إلى قوله تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ {الممتحنة:4}.

وقال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ..{المجادلة:22}.
ولكن لا يدخل في هذا الحُب الطبعي الجبلي للكافر نظرا لكونه أبا أو أما أو زوجة، فقد قال الله تعالى في شأن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص: 56}.

أي من أحببته لقرابته على أحد التفسيرين للآية، فقد  قيل في معنى أحببت.. أي: أحببت هدايته. وقيل: أحببته لقرابته، كذا قال البغوي والنووي والألوسي.
وقال تعالى في حب الزوجة الشامل لحب الزوجة المؤمنة والكتابية: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم: 21}.

وهذه المحبة الطبيعية الناشئة بسبب القرابة أو المعاملة يجب أن يصاحبها البغض لهم في الدين والبراء من شركهم، ولا غرابة في اجتماع البغض الرباني مع الحب الطبيعي، فإن المسلم قد يبغض المسلم لظلمه ويحبه لدينه، ويحب الجهاد لترغيب الشارع فيه ويكرهه لمشقته، كما قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.

 ومن هذا محبة المسلم لزوجته الكتابية بسبب العلاقة الزوجية، وبغضها بسبب كفرها، ومنه كراهة الدواء لمرارته وحبه لما فيه من منفعة الشفاء.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يجوز تهنئة من يستهزئ بالدين بالمناسبات؟
حكم كتابة حروف بعض اللغات التي تشبه الصليب
ليس كل ما يشبه الصليب يكون له حكم الصليب
تقليد غير المسلمين في العادات... رؤية شرعية
حكم تصميم القمصان الخاصة بأعياد الكفار
حكم التجنس بجنسية دولة كافرة عن طريق الاستثمار في الفنادق
إبداء البغضاء للمسلم العاصي
هل يجوز تهنئة من يستهزئ بالدين بالمناسبات؟
حكم كتابة حروف بعض اللغات التي تشبه الصليب
ليس كل ما يشبه الصليب يكون له حكم الصليب
تقليد غير المسلمين في العادات... رؤية شرعية
حكم تصميم القمصان الخاصة بأعياد الكفار
حكم التجنس بجنسية دولة كافرة عن طريق الاستثمار في الفنادق
إبداء البغضاء للمسلم العاصي