عنوان الفتوى : حقيقة الاعتداء في الدعاء
بخصوص الفتوى المذكورة في آداب الذكر والدعاء، في شهر مارس 2016 بعنوان: الدعاء بالمستحيلات عادة. أنا صاحب الفتوى، وهناك إشكاليتان: ماذا لو أراد الشخص أن يدعو بدعاء سيؤدي إلى تكثير الخير، ولكن سيحصل للشخص تبعا لذلك أمنية أو شهوة؟ وأيضا للخروج من مسألة ألا يتشبه بمن هو أرقى منه درجة، سأخرج من الإشكاليتين بالدعاء بلو جاز لي أن أسألك، حتى لا يكون في دعائي اعتداء، أو هفوة أو سقطة، أو إثم، طبعا أنا أتكلم أن هاتين الإشكاليتين محاطتان بشرط القرافي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فسؤالك غير واضح، والذي فهمناه منه أنك تسأل عن حكم الدعاء بشيء يستحيل عادة وقوعه، ولكنك تدعو الله به ملاحظا فيه ثلاثة أمور:
الأول: أن الدعاء يشتمل على تكثير الخير، وتحصيل أمنية للسائل.
والثاني: أنك ستعلق الدعاء بالجواز، كأن تقول: لو جاز لي كذا، فإني أسألك إياه.
والثالث: أن تراعي كلام القرافي في الدعاء بالمستحيلات عادة، وهو المذكور في الفتوى التي أشرت إليها، وهي برقم: 323944.
فنقول بناء على ما سبق: قد ذكرنا في الفتوى المشار إليها، أن الأصل في حكم الدعاء بالأمور المستحيلة عادة هو المنع، ونص بعض أهل العلم على حرمة ذلك؛ لما فيه من الجرأة، وسوء الأدب مع الله تعالى.
وحيث لم تذكر في سؤالك نص الدعاء الذي تسأل عنه، أو مثالا عنه، فنقول كلاما عاما في ذلك:
إن كان الدعاء في نفسه محرما، فلا يدعى به بحجة تكثير الخير، أو تحصيل أمنية، أو تعليقه بلو جاز لي كذا.
وكذلك إن كان في نفسه محرما، فلا يجوز الدعاء به، بحجة أن ذلك من كرامات الأولياء، على ما شرطه القرافي في كلامه المذكور في الفتوى المشار إليها.
ومن أفضل ما يبين حقيقة الاعتداء في الدعاء، ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان حيث قال: كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله. انتهى.
والله أعلم.