عنوان الفتوى : لا يحق الاعتراض على بيع الرشيد المختار

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

فضيلة الشيخ / حفظكم الله نحن ثلاثة إخوة أشقاء، كانت لنا أخت غير شقيقة ( من الأم ) وكانت تكبرنا في العمر، ولم تتزوج ولم يكن لها عائل ولم يكن لديها ما يكفيها لنفقات المعيشة، فكنا نساعدها بما نقدر عليه، حيث لكل منا أسرة ونحن موظفون، وكانت الشقة التي تعيش فيها ملكا لها، وكانت قد اشترتها بحوالي عشرة آلاف جنيه، ومع مرور السنوات زادت أعباء المعيشة عليها، فعرضت علينا أن تبيع الشقة من أجل أن تحصل على مبلغ من المال تستأجر شقة صغيرة بجزء منه والجزء المتبقي تعيش بالعائد من دخله، وقد قدرت ثمن الشقة في هذا الوقت بحوالي ثلاثين ألف جنيه، فكان هناك اقتراح بأن نقوم نحن الإخوة الثلاثة بشراء الشقة منها على أن تظل في نفس شقتها وذلك بدفع مبلغ يعينها على أعباء المعيشة، وباقي المبلغ يكون بمثابة قيمة إيجار الشقة، فاتفق على مبلغ خمسة و ثلاثين ألف جنيه قيمة الشقة، دفعنا منها ثمانية عشر ألف جنية، كل واحد منا مبلغ ستة آلاف جنيه على أن تسكن بمبلغ سبعة عشر ألف جنيه مدة حوالي 15 سنة بواقع 100جنيه شهريا، وقد تمت إجراءات البيع بشكل قانوني وموثق، وتم تحرير إيصالات الإيجار الشهري عن هذه المدة، وحفاظا منا على رعايتنا لها تم في عقد الإيجار كتابة أنه لا يؤخذ منها إيجار حتى بعد انقضاء مدة ال 15 سنة، فلا يحق لنا أو ورثتنا مطالبتها بالإيجار مدى حياتها. وقد توفيت أختنا بعد 12 سنة من بيعها الشقة لنا، فقمنا برد ثلاثة آلاف جنيه قيمة إيجار لم تسكن به كي يوزع على ورثتها مع باقي التركة، ونحن لنا إخوة وأخوات أشقاء وغير أشقاء آخرون لهم نصيب في تركتها وهم يعترضون على أمر بيع شقتها لنا الآن على الرغم من علمهم بهذا الأمر في حياة أختنا منذ 12 عاما ولم يعترض أحدهم لكونها تصرفت فيما تملكه بمحض إرادتها وبما يعود عليها بالنفع في ذلك الوقت. و

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا حق للإخوة في الاعتراض على بيع أختهم في حال صحتها طائعة رشيدة، لأن البيع انعقد بتراضي المتبايعين، وتمت إجراءاته بشكل صحيح موثق -كما ذكرتم- قبل اثنتي عشرة سنة. قال خليل في مختصره مبينا ما ينعقد به البيع: ينعقد البيع بما يدل على الرضا فلا يمكن فسخ البيع الحاصل من مميزين طائعين رشيدين. وقد بين صاحب نظم الكفاف شروط البيع اللازم فقال: والشرط في الصحة ميز من عقد ===== وفي اللزوم زيد طوع ورشد وبناء على هذا، فلا يحق لهؤلاء الاعتراض على بيع أختهم للشقة، ما دامت رشيدة مختارة، ولو اعترضوا وقت البيع، فما بالك إذا تم الاعتراض بعد سكوتهم اثنتي عشرة سنة. والله أعلم.