عنوان الفتوى : سبيل الإنقاذ من الضلال
أريد إنقاذي بأي شكل من الضلال الذي أنا فيه، أتوسل إليكم أنقذوني، فحياتي أصبحت بالحق جحيماً كلها ممارسات حرام في حرام، أنجدوني مما أنا فيه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فننصح السائل الكريم بالمبادرة بالتوجه والإقبال على الله تعالى بالتوبة النصوح والمحافظة على الفرائض، والإكثار من أعمال الخير والنوافل. ولتعلم أن الذنوب والمعاصي مهلكة للعبد ماحقة للبركة منغصة للحياة، إذا لم يبادر العبد بالتوبة منها إلى الله تعالى، ولا علاج لها إلا بذلك، فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، كما قال الله تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذريات:50]. وطريق الاستقامة بين واضح ميسر لمن أراد السير عليه، ولكن ضعاف النفوس وأتباع الشهوات تجتالهم شياطين الإنس والجن، فعليك بصدق النية وإخلاصها وقوة العزيمة، والنصح في التوبة وصحبة الصالحين، والإكثار من مجالستهم والاستماع إلى أحاديثهم، كما ننصحك بتعلم ما فرض الله عليك من فرض العين، فإن التعلم من أعظم العبادات وأفضل القرب إلى الله تعالى، فبه ترفع الجهل عن نفسك وتتقرب إلى الله تعالى، ومن أهم ما يدفعك إلى ذلك ويعينك عليه استماع النصائح والإرشادات والمحاضرات الدينية. فإذا سلكت هذا الطريق فابتعد عن أصحاب السوء وشياطين الإنس، فإن صحبتهم موت للقلب وانحراف ونكد على المرء في الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67]، وقال الله تعالى حكاية عن أصحاب السوء: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً [الفرقان:27-29]. ولتعلم أخي الكريم أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وأن من تاب تاب الله عليه، مهما كانت ذنوبه، كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. وأن الاستقامة على دين الله هي السبيل الوحيد للسعادة وطمأنينة القلب في الدنيا والآخرة، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.