عنوان الفتوى : تعلل ترك العاصي الحج وسوسة إبليسية
كنت قد سألت سؤالا، وتمت إجابته برقم:(2587248) وسؤالي الآن متعلق به: لم أستطع الامتناع بشكل كامل عن أداء بعض المهام بالبنوك، ولكني أقوم ببعض المحاولات مع الشركة من أجل حل المشكلة نهائيا، ولكن الأمر سيأخذ بعض الوقت، وحتى حل المشكلة نهائيا، أقوم ببعض المهام في البنوك، إلا أنني لم أقم بتقديم استقالتي، وأشعر بضيق شديد بسبب هذا الأمر. فقرار ترك العمل والبحث عن غيره، بالنسبة لي صعب جدا؛ لصعوبة إيجاد عمل بديل يخلو من الشبهات، وفي نفس الوقت أشعر بهم وغم، لا يعلم به إلا الله، بسبب هذا الذنب.وسؤالي: أمامي الآن فرصة للحج هذا العام، ولكني أقول لنفسي: كيف تحج والله طيب لا يقبل إلا طيباً؟ وكيف تحج وأنت مصر على الذنب؟ وكيف يتقبل الله منك؟ ... الخ. أطلب منكم النصيحة، والمشورة في أمري. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن يبعدك عن الحرام، وأن يفتح لك أبواب الرزق الحلال الطيب.
وأما ما يتعلق بالحج: فنوصيك بألا تلتفت أبدا لتثبيط الشيطان لك عن الحج، ونحن قد أفتيناك في الفتوى رقم: 309304 بأن راتبك لا حرج عليك فيه، فلا وجه بعد هذا للإعراض عن الحج بدعوى (والله طيب لا يقبل الا طيباً)؟ فلا يعدو هذا أن يكون وسوسة إبليسية لصدك عن الخير.
وكونك مصرا على ذنب، لا يمنع من الحج البتة، وهل جعل الحج إلا لتكفير الخطايا وحط الأوزار؟ وما يدريك لعلك حجك يكون سبب توبتك، وإقبالك على الله، وهدايتك هداية لا تضل بعدها أبدا.
والله أعلم.