عنوان الفتوى : حكم حب الأقرباء غير المسلمين مع بغض ما هم عليه من الكفر
شخص وقع في الردة، فحزن لهذا اﻷمر، وقرر بنفسه أنه لن يرجع لهذا اﻷمر حتى الموت، ثم تشهد للدخول في الإسلام مرة أخرى، واغتسل، لكنه مع ذلك بقي حزينا على فعلته، ولكنه نسي عند دخوله للإسلام مرة أخرى أن يتفاءل أن الله سبحانه وتعالى سيقبل توبته، وأن يظن بالله خيرا، وأن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، ولكنه عندما تذكر هذه اﻷحاديث، أصبح متفائلا بقبول توبته، وبدأ يسأل الله أن يثبته. فهل ما نسيه من شروط التوبة، ويجب أن يعيد التوبة ثانية، بالرغم من أنه لم يظن بالله سوء أيضا، ولكنه كان حزينا لما بدر منه، وقرر أنه لن يعود إلى سبب ردته حتى الموت، ولم يكن متذكرا لتلك اﻷمور التي نسيها. فماذا يفعل اﻵن؟ وهل يعيد الإسلام من جديد؟ وعند اغتساله، نوى غسل اﻹسلام، والجنابة معا، بالرغم من أنه كان يعلم أنه ليس على جنابة، لكنه أضاف إلى نية اغتسال اﻹسلام، نية غسل الجنابة. فهل إضافة نية الجنابة متعمدا، أبطل غسل إسلامه، بالرغم من كونه جاهلا أن إضافة نية الجنابة، ستبطل غسل اﻹسلام، ولكنه كان يعلم أنه ليس على جنابة، أي أنه أضاف إلى نية غسل الإسلام، نية غسل الجنابة متعمدا، جاهلا بالحكم، ولكنه ظن أنه لو لم يغتسل بنية غسل اﻹسلام والجنابة معا، فإنه يجب أن يغتسل مرتين: مرة بنية غسل اﻹسلام، ومرة بنية غسل الجنابة حتى ولو لم يكن على جنابة، ولكنه أيضا لم يكن متأكدا من هذا الحكم، أي الاغتسال مرتين لمن أسلم وهو ليس بجنب، فلم يعرف ماذا يفعل، فاغتسل مرة واحدة بنيتين؟ فماذا يفعل الآن؟ هل يعيد الغسل من جديد، وبأي نية؟ وهل يعيد الدخول في الإسلام والغسل مرة أخرى؟ شخص لديه أقارب كفار، يكره أقاربه؛ ﻷنهم كفار، ويحبهم للقرابة، ولم يتبرأ منهم، ويعتقد كفرهم، ولا يأكل ذبائحهم وغير ذلك. هل هذا الشخص مسلم، أم إنه يجب أن يتبرأ منهم حتى يكون مسلما؟ وكيف يتبرأ وماذا يقول ليتبرأ منهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أن عندك شيئا من الوسواس في هذا الباب، فإن يكن كذلك، فنحن ننصحك بمدافعة الوساوس، والإعراض عنها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
وأما سؤالك الأول: فإن إسلام هذا الشخص صحيح، ولا يلزمه تجديد إسلامه، وحزنه على ما بدر منه دليل صدق توبته؛ لأنه علامة على ندمه، الذي هو شرط من شروط صحة التوبة.
وأما إضافته نية غسل الجنابة، إلى نية الغسل للإسلام، فلا عبرة بها؛ لكونها لغوا، إذ إنه لم يكن جنبا كما ذكرت، مع أن الغسل للدخول في الإسلام لمن لم يكن جنبا، ليس واجبا، على الراجح عندنا، بل هو مستحب، وانظر الفتوى رقم: 147945.
وأما سؤالك الثاني: فهذا الشخص المسؤول عنه مسلم، ما دام يكره قرابته لكفرهم، ويعتقد كفرهم، ولا يضره ما يقع في قلبه من الحب الطبعي لهم بسبب القرابة، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 219466.
والله أعلم.