عنوان الفتوى : التهاجر من أسباب عدم رفع الأعمال على الله
هل ترفع أعمال من هجر أخاه المسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن رابطة الإيمان التي تجمع المؤمنين من أقوى الروابط وأوثقها، لذلك حث الإسلام المؤمنين على أن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. فالمطلوب من المسلم أن يسعى في كل ما يجلب المودة إلى قلب أخيه المسلم، وذلك بإفشاء السلام، وبشاشة الوجه عند اللقاء والزيارة المناسبة، وأداء الحقوق المترتبة على الأخوة في الإسلام. أما هجر المسلم فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام لما ثبت في الصحيحين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، أما ما زاد على ذلك فإنه معصية عظيمة، والمصر عليه على خطر عظيم لأن شؤم هذه المعصية سبب في حرمان صاحبها من مغفرة ذنوبه وعدم عرض أعماله على الله تعالى وعدم رفعها، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. فالحاصل إذن أن المسلمين المتقاطعين لا ترفع أعمالهما ويحرمان من مغفرة ذنوبهما وهذا من أعظم المصائب، وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يرجع إلى الفتوى رقم: 25074. والله أعلم.