عنوان الفتوى : من استخار الله فلن يلقى إلا خيرا بإذن الله
صليت استخارة في أمور شتى على أن أفعل أو لا ولكن فوجئت بأني دخلت ولما دخلت فوجئت بأن كانت مشكلة لي ( دخولي من فعل الاستخارة والحمد لله)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنك إذا كنت قد فعلت صلاة الاستخارة على الطريقة الشرعية وأقدمت على ما وجدت إليه انشراحا لصدرك فإنك لن تلقى إلا خيراً إن شاء الله تعالى. قال الإمام النووي: ينبغي بعد الاستخارة أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فليس مستخيراً لله تعالى بل يكون غير صادق في طلب الخيرة في التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه. ويحسن هنا التنبيه إلى عدة أمور: - عليك أن تعلم أن ما وقعت فيه من مشكلة قد قدره الله تعالى لا محيد عنه، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22]. - إن الله تعالى يمكن أن يكون قد صرف عنك مصيبة أعظم مما وقعت فيها. - قد يكون هذا سببا للشعور بحاجتك إلى الله تعالى فتستغيث به وتلجأ إليه وتتبرأ من حولك وقوتك. - أن ما أصابك من حزن وغيره سبب لتكفير ذنوبك، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. فعليك إذن بتقوى الله تعالى، فمن اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. ثم عليك أن تكثر من الدعاء والاستغفار مع اتخاذ الأسباب المادية المشروعة، نرجو من الله تعالى أن يسهل لك ما عسر عليك من أمر إنه سميع مجيب. والله أعلم.