عنوان الفتوى : حكم النطق بلفظ الجلالة للاستئذان
ما حكم من يقول "يا الله، يا الله" من أجل الاستئذان، وهي عادة منتشرة عندنا بشكل كبير، وقد سمعت شيخا يقول إن ذلك حرام، وأتى بقول الشيخ ابن عابدين. فما حكم ذلك، علما أن القائل لا يقصد ذكر الله، بل ليستأذن؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه الكيفية في الاستئذان، مكروهة، ينبغي ألا تستعمل؛ إجلالا لذكر الله تعالى، وصيانة لاسمه سبحانه عن الامتهان.
قال النفراوي في (الفواكه الدواني): صفة الاستئذان على قول الأكثرين أن يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ ... وما يفعله بعض الناس في الاستئذان من نحو: سبحان الله، أو: لا إله إلا الله. فهو بدعة مذمومة؛ لما فيه من إساءة الأدب مع الله في استعماله اسمه في الاستئذان، بخلاف التنحنح، أو قرع الباب ... فإنه يقوم مقام الاستئذان بالكلام. اهـ.
وقال القرافي في الفرق بين قاعدة ما هو مكروه من الدعاء، وقاعدة ما ليس بمكروه، من كتاب (الفروق): اعلم أن أصل الدعاء من حيث هو دعاء، الندب، كما تقدم، ويعرض له من جهة متعلقه، ما يقتضي التحريم، وقد تقدم، وما يقتضي الكراهة، ولذلك أسباب خمسة ...
السبب الخامس: عدم تعيينه قربة، بل يطلق على سبيل العادة، والاستراحة في الكلام، وتحسين اللفظ من الذي يلابسه، كما يجري ذلك على ألسنة السماسرة في الأسواق عند افتتاح النداء على السلع، كقولهم: الصلاة والسلام على خير الأنام.
قال مالك: كم يقولون هذا على سبيل العادة من غير قصد الدعاء، والتقرب إلى الله تعالى. وهو خبر، ومعناه الدعاء، وكما يقول المتحدثون في مجالسهم: ما أقوى فرس فلان، أبلاها الله بدنية أو سبع. ونحو ذلك مما يجري هذا المجرى، ولا يريدون شيئا من حقيقته. فهذا كله مكروه.
وقد أشار بعض العلماء إلى تحريمه، وقال: كل ما يشرع قربة لله تعالى، لا يجوز أن يقع إلا قربة له على وجه التعظيم والإجلال، لا على وجه التلاعب. اهـ.
والله أعلم.