عنوان الفتوى : مدى مسؤولية الفرد في النهي عن المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ما حكم من بجانبه نساء يؤجرن فروجهن ويمكنه أن يغير المنكر مع العلم أنه في دولة تدعي الإسلام؟ وفي الأخير أطلب منكم الجواب والاتصال ببعض العلماء الموجودين في بلدي من أجل تغيير هذا المنكر وأنا وبعض الشباب مستعدون لمساعدتهم في نقلهم إلى ذلك المكان أو تغيير المنكر بأيدينا ولو متنا دون ذلك. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما عمت به البلوى من انتشار الفاحشة، وشيوع الرذيلة في بعض بلاد المسلمين على مرأى ومسمع، أمر تتشقق منه الأكباد حسرة، وتتقطع له القلوب غيرة.وهو من أقبح أنواع المنكر الذي أوجب علينا شرعنا تغييره حسب استطاعتنا، ففي الحديث الذي في صحيح مسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. فهذا الحديث كما نرى يوجب على كل من رأى منكراً أن يغيره حسب استطاعته، فمن فضل ربنا علينا ورفقه بنا ورفعه الحرج عنا أنه لم يكلفنا بما هو فوق طاقتنا. وعليه، فمن علم أن شخصاً ما يمارس معصية فعليه أن ينهاه عنها، ويبين له حكم الله تعالى، ويكون ذلك برفق وحكمة، فإن لم يرتدع فليبلغ عنه من له سلطة عليه، فإن لم يفد شيء من ذلك، فلا أقل من الإنكار بالقلب وعدم الرضا. أما تغييركم للمنكر بأيديكم، فإنه قد يترتب عليه من المفاسد ما هو أعظم بكثير من المنكر نفسه. لذا، فإنا نرى -والله أعلم- أن مسؤوليتك تجاه هذا المنكر هي النهي عنه، ثم إبلاغ الجهة التي تغيره، سواء كانت الشرطة أو العلماء في بلدك. أما أن تكلف نفسك بتغييره باليد، فإن ذلك ليس من الحكمة، وقد تترتب عليه مفسدة أعظم دون فائدة.والله أعلم.