عنوان الفتوى : حديث؛ عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا
السؤال: قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه أن تكون له جبال مكة ذهبا فقال: (لا يا رب ولكن أجوع يوماً وأشبع يوماً ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك) فهل ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وما درجته ؟
الحمد لله.
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، قُلْتُ: لَا يَا رَبِّ وَلَكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا - أَوْ قَالَ ثَلَاثًا أَوْ نَحْوَ هَذَا - فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُكَ وَحَمِدْتُكَ رواه الإمام أحمد في "المسند" (36 / 528) والترمذي (2347).
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدا؛ لأن فيه:
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ: وقد ضعِّف حديثه.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" عبيد الله بن زحر الإفريقي العابد ، عن علي بن يزيد...
فيه اختلاف، وله مناكير، ضعفه أحمد، وقال النسائي لا بأس به " انتهى من "الكاشف" (1 / 680).
وقال في "المغني" (2 / 415):
" عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد مختلف فيه ، وهو إلى الضعف أقرب " انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر:
" عبيد الله بن زحر الضمري مولاهم الإفريقي، صدوق يخطىء " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 371).
وفيه عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الألهاني، وهو ضعيف أيضا.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، بنسخة، وعنه عبيد الله بن زحر... ضعفه جماعة، ولم يترك " انتهى من "الكاشف" (2 / 49).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" علي بن يزيد ابن أبي زياد الألهاني، أبو عبد الملك الدمشقي، صاحب القاسم بن عبد الرحمن ضعيف " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 406).
والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي، متكلم فيه.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي مولى آل معاوية.
قال أحمد بن حنبل: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلا من قبل القاسم.
وقال ابن حبان: يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات " انتهى من "المغني" (2 / 519).
ومنهم من وثقه ، وحمل ضعف حديثه على الرواة عنه كعلي بن يزيد الراوي لهذا الحديث عنه.
ولذا ضعفه محققو المسند، والشيخ الألباني في تحقيقه لـكتاب "بداية السول" (ص 64).
وقال الترمذي عقب الحديث: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَفِي البَابِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ... وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ " انتهى.
وعلق الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، على تحسين الترمذي للحديث، بقوله:
" فإسناد الحديث ضعيف جدا، والترمذي أشار إلى تحسين متنه لغيره، ولم أقف على ما يشهد له بتمامه، اللهم إلا الطرف الأول منه...".
وأقوى هذه الشواهد، هو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ، قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ، أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: بَلْ عَبْدًا رَسُولًا رواه الإمام أحمد (12 / 76 - 77)، وصححه محققو "المسند"، والشيخ الألباني في تحقيقه لـ "بداية السول" (ص 64).
فالحاصل؛ أن حديث أبي أمامة حديث ضعيف، لكن عرض الملك عليه ثابت بحديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |