عنوان الفتوى : تعليق الدعاء بالمشيئة.. الجائز والممنوع
هل حينما أدعو لصاحبي وأقول له مثلا: أمك مرحومة بإذن الله ـ يعد من ترك العزم في المسألة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن الدعاء الذي بصيغة الخبر، كقول: أمك مرحومة ـ لا مانع من تعليقه بالمشيئة والإذن، ولا يعد ذلك من ترك العزم في الدعاء، ولا يدخل في ما جاء من النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طهور إن شاء الله.
وفي سنن أبي داود عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. وصححه الحاكم.
فقوله صلى الله عليه وسلم: طهور إن شاء الله، وثبت الأجر إن شاء الله ـ دعاء، ومع ذلك قد علق بالمشيئة، لأنه بصيغة الخبر، قال الدكتور عبد الكريم الخضير: إذا جاء الدعاء بلفظ الأمر: اللهم اغفر لي، ارحمني، اللهم اغفر لفلان، هذا لا يجوز ربطه بالمشيئة، وجاء النهي عن ذلك، أما إذا جاء بلفظ الخبر ـ وإن كان دعاء ـ فلا مانع من أن يقال: غفر الله لك إن شاء الله، وجزاك الله خيراً إن شاء الله، لا مانع، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: طهور إن شاء الله ـ وقال: وثبت الأجر إن شاء الله ـ لما أفطر، فمثل هذا لا بأس به إذا جاء بلفظ الخبر، لا بصيغة الأمر. اهـ.
والله أعلم.