عنوان الفتوى : علة تحريم الرموش الصناعية
لدي تعقيب على الفتوى بخصوص الرموش، فأرجو أن يُنظر إليها بعين الاعتبار: فقد قلتم إنها حرام لسببين: الوصل والتغيير لخلق الله... أما الوصل: فهي مختلفة عنه من ناحيتين: 1ـ الواصلة هي التي تصل شعرها بشعر غيرها، وهذا غير متحقق في الرموش، إذ إنها على الأغلب تُصنع من مادة بلاستيكية، ولا تربط بشعر الرموش، وإنما توضع وتزال بسهولة. 2ـ أن الوصل إما أن يكون لفترة طويلة أو دائما، والرموش مؤقتة. أما كونها من تغيير خلق الله، فلا أراه منطقيا، فمثلها مثل أحمر الشفاه، وظل العيون، والذي يغير وجه المرأة بشكل كبير.... التفليج وعمليات التجميل وأمثالها يمكن اعتبارها من تغيير خلق الله سبحانه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك تواصلك معنا، وبخصوص حكم وضع الرموش الصناعية: فهي مسألة اجتهادية محتملة، وليست بنصية ولا إجماعية، فهي محل للنظر والاختلاف، والذي نرجحه في حكم الرموش الصناعية هو التحريم، وأما ما ذكرته بقولك: الواصلة هي التي تصل شعرها بشعر غيرها، وهذا غير متحقق في الرموش، إذ إنها على الأغلب تُصنع من مادة بلاستيكية، ولا تربط بشعر الرموش، وإنما توضع وتزال بسهولة ـ فهذا استدلال بمحل النزاع على محل النزاع، فالنظر إنما هو في الوصل الممنوع هل هو الوصل بشعر آدمي فحسب، أم هو الوصل بأي شيء كان؟ وهل الوصل يدخل فيه مجرد الوضع على الرأس أم لا؟ وقد نقلنا أقوالهم في الفتوى رقم: 45940.
وانظري أيضا الفتوى رقم: 144397، وإحالاتها.
وأما قولك: إن الوصل إما أن يكون لفترة طويلة أو دائما، والرموش مؤقتة..... فليس بصحيح، إذ الوصل للشعر لا يلزم أن يكون دائما أو لمدة طويلة، وإنما شأنه شأن الرموش الصناعية وغيرها مما يمكن أن يزال في أي وقت.
وأما قولك: أما أنها تغيير لخلق الله، فلا أراه منطقيا، فمثلها مثل أحمر الشفاه وظل العيون.... التفليج وعمليات التجميل وأمثالها يمكن اعتبارها من تغيير خلق الله سبحانه ـ فالجواب أنه إن جعلنا وضع الرموش الصناعية من الوصل المنهي عنه، فلا إشكال في وصفه بأنه تغيير لخلق الله، لأنه قد جاء في الحديث وصف الواصلات بأنهن مغيرات لخلق الله، كما جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه قال: حدثنا محمد بن عيسى وعثمان بن أبي شيبة ـ المعنى ـ قالا: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله، قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات ـ قال محمد: والواصلات، وقال عثمان: والمتنمصات، ثم اتفقا: والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، زاد عثمان: كانت تقرأ القرآن، ثم اتفقا: فأتته فقالت: بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، قال محمد: والواصلات، وقال عثمان: والمتنمصات، ثم اتفقا: والمتفلجات ـ قال عثمان: للحسن، المغيرات خلق الله تعالى، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟ قالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: والله لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، ثم قرأ: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا {الحشر:7}.
وهو في الصحيحين دون ذكر الواصلات.
قال ابن حجر: قوله: المغيرات خلق الله ـ هي صفة لازمة لمن يصنع الوشم والنمص والفلج، وكذا الوصل على إحدى الروايات. اهـ.
وانظري ضابط التغيير المذموم لخلق الله في الفتوى رقم: 117820.
والله أعلم.