أرشيف المقالات

المرأة ومدرسة رمضان

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
الحمد لله الذى بلغنا رمضان ، وأمد فى أعمارنا حتى أصبحنا فى رحاب هذا الشهر الكريم..
فمن منا يضمن أن يأتى عليه رمضان العام القادم ؟ فالمسلمة دائما تجتهد فى رمضان وكأنه آخر رمضان لها.لقد جاء رمضان - شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار - شهر البركة، كما قال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، وينظر إلى تنافسكم فيه ، ويباهى بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل " رواه الطبراني.فهيا يا أختاه نتنافس فى الخير حتى يغشانا الله برحمته، ويحط عنا خطايانا، ويستجيب لدعائنا، ثم يباهى الله بنا الملائكة، لتكونى صائمة بالنهار; قائمة بالليل; مداومة على تلاوة القرآن ، ومع ذلك تقومين بحق زوجك وأولادك، وتحرصين على صلة رحمك ورحم زوجك ، وحقوق جيرانك ، ثم لا تفرطين فى الدعوة إلى الله فى هذا الشهر الكريم.1) احرصى على الازدياد من العبادات فى رمضان، حتى تستمرى عليها بعد رمضان..
وهكذا تتحسن وتزيد المسلمة كل سنة من العبادات، مثلا: تزيدين من عدد ركعات صلاة الضحى - عدد ركعات السنن - المحافظة على الوضوء - هذا فضلا عن الحرص على الصلاة فى أول وقتها، ثم التحسين فى صلاتك نفسها، زيادة القيام، وإطالة الركوع والسجود، والبداية فى رمضان لها بركتها: فالملائكة تعين وتشجع العبد، وقد صفدت الشياطين، وفى رمضان ينادى المنادي: يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر.2) تأتى الأوقات الطيبة التى ينبغى للمرء أن يكون فيها ذاكرا لله تاليا للقرآن، وربة البيت للأسف فى شغل شاغل فى مطبخها، مثال ذلك: الوقت قبيل المغرب عند إعداد الإفطار، ووقت السحر عند إعداد السحور، فلا تضيعى على نفسك هذا الوقت النفيس ، وإذا لم تقدرى على تنظيم شؤون إعداد الطعام بحيث تكونين غير مشغولة فى هذه الأوقات، فلا أقل من أن تظلى مداومة على الذكر والاستغفار، أكثرى من الدعاء لنفسك وللمسلمين وقت إعداد الإفطار، وأيضا كثرة الاستغفار فى وقت السحر وقت إعداد السحور.3) احرصى على تناول وجبة السحور، وأيقظى أولادك لها (حتى يتعودوا على الاستيقاظ من النوم وتناول الطعام) لتنال أسرتك بركة وجبة السحور، فقال قال النبى (صلى الله عليه وسلم): "تسحروا فإن فى السحور بركة".4) لا تظهرى الضيق بالدراسة والمذاكرة فى رمضان ، نتمنى أن تبثى فى أبنائك أن المذاكرة من خصال الخير فى رمضان إذا كانت لها نية حسنة - وهى خدمة للمسلمين عندما يكبرون - وأفهميهم أن وقتهم ومذاكرتهم سيكونان أكثر بركة فى رمضان ، وأن المسلم يقوم بكل ما هو مطلوب منه وهو صائم ببركة عون الله له إذا أخلص النية (إيمانا واحتسابا) ، وأن الصيام والقيام من أسباب استجلاب توفيق الله.5) شهر رمضان هو شهر القرآن، وتحرص الكثيرات على ختم القرآن أكثر من مرة فى هذا الشهر الكريم، ولكن لماذا لا تحرصين على تدارس القرآن ، فاجعلى لك وردا لدراسة تفسير القرآن وفهمه، لعل الله يفتح عليك من أسرار القرآن وتدبر آياته.6) حاولى أن يشعر أولادك أن صيام رمضان قد أثر فى سلوكك معهم ، بحيث تصبحين أكثر هدوءا وتتقربين وتتوددين إليهم ، ولا تتعجلى عقاب أولادك حتى يشعروا أن للعبادة أثرا طيبا على سلوك الإنسان.7) فى أيام العذر الشرعى حيث منعت من الصيام والقيام لا تنسى أنك فى رمضان فاحرصى على خصال الخير وأنت فى هذه الحالة مثل: الذكر ، الدعاء ، عيادة المرضي ، صلة الرحم ، الدعاء أثناء إعدادك للسحور، معاونة أفراد أسرتك 8) وبعد فإنا نحذرك من لص لعين يدخل بيتك دون أن تشعرى به - بل والبعض يرحب به - يسرق منك مفاتيح أبواب الخير ويغلقها دونك ويسرق منك وقتك - بل وأبناءك - قفى لهذا اللص بالمرصاد، ولا تتيحى له أن يسرق فرصة عمرك للفوز بالجنة والنجاة من النار..
ألا وهو التليفزيون.ففى رمضان ينادى المنادى (يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر)، فإذا كانت هناك خصلة من الخير تريدين اتباعها فابدئى بها فى رمضان وسيكون لك عون من الله سبحانه ببركة هذا الشهر الكريم ، وإذا كان لديك خصلة من الشر تريدين الإقلاع عنها فابدئى فى رمضان فقد صفدت الشياطين .9) إذا كنت تعانين من مشكلة انقطعت بك الأسباب عن حلها..
استعينى بالدعاء فى رمضان فقد ذكر الله تعالى آية استجابة الدعاء بعد آيات الصوم: " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان" .إذا كنت تشعرين بالضعف أمام مغريات الحياة ووساوس الشيطان..
آتاك رمضان شهر الانتصار على النفس فانتصرى على نفسك.إن رمضان سينقضى سريعا فاحرصى على أن تكونى يوم عيد الفطر فى فرحة حقيقية بما قدمت فيه، ولا يأكلك الندم على ما قصرت، احرصى على ألا يمر بك رمضان هذا العام إلا وقد ازددت قربا من الله تعالى..
فمن لم يتقدم خطوات إلى الجنة يتأخر إلى النار قال تعالي: إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ..
واعقدى النية من الآن خالصة لله تعالى فإنك تؤجرين على النية الخالصة وإن لم تستطيعى إنفاذها.ويأتينا رمضان هذا العام والمسلمون يحاربون فى كل مكان، وأيضا إخواننا وأحباؤنا فى فلسطين يجاهدون ويستشهدون والبعض منهم يعانى آلام الجراح، وأختنا الفلسطينية من وراء كل هؤلاء تعانى فراق الأحبة وتربى الأبناء الأيتام وتخدم الجرحى من أقربائها، فلا أقل أن نتذكرهم فى دعائنا خاصة فى رمضان.مدرسة رمضانوالأم الذكية هى التى تستثمر هذه الأحداث فى أبنائها خاصة فى رمضان :فيقوم الأب أو الأم بالدعاء لإخواننا المجاهدين فى كل مكان، وخاصة فى فلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير، وذلك بصوت مرتفع والأبناء يؤمنون على هذا الدعاء ، وأيضا الدعاء بأن يخزى الله الكافرين، وذلك قبل الإفطار كل يوم بحيث يقوم الأبناء فى أواخر رمضان بالدعاء بأنفسهم ويؤمن الوالدان على دعائهم.الإفطار فى يوم من أيام رمضان على طعام بسيط والتبرع بثمن الزائد من طعام هذا اليوم لإخواننا فى فلسطين، مع تذكير الأبناء بهذا المعنى من أول اليوم حتى يستصحبوا نية الجهاد ومساعدة المجاهدين.حث الأبناء على التصدق من مصروفهم للمجاهدين فى فلسطين، وتوضيح ثواب ذلك (من خلف غازيا فقد غزا) ، وأن هذا الثواب يضاعف إن شاء الله فى رمضان.لقد علمنا الصوم فى رمضان أننا نستطيع بقوة العزيمة أن نصبر على الجوع وهذا يعطينا القوة على مجابهة قوى الطغيان فى العالم، حتى ولو هددونا بالمقاطعة، فقد تعلمنا فى مدرسة رمضان قوة التحمل والصبر والحرما

شارك الخبر

المرئيات-١