عنوان الفتوى : نصيحة لطالب علم الفقه
رجحوا لي مذهبا لسهولته أو بلاغة كتبه وكفايتها نسبيا أو لأي اعتبار ترونه لطالب العلم، أعلم أنكم قلتم إن كلها خير، لكنني أريد رأيكم وهل الأفضل أن أسير على مذهب بلدي؟ رجحوا لي كتبا متدرجة أقرؤها وشيوخا أسمعهم. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سهولة الكتب وبلاغتها تختلف من كتاب لآخر حتى بين كتب المذهب الواحد، وهي من الأمور النسبية، فتوجد في كل المذاهب بعض الكتب السهلة والصعبة من حيث التعاريف والتقاسيم وعرض الأدلة والرد على المخالف ونحو ذلك، ولذا فالأفضل في حق طالب العلم أن يتفقه على المذهب السائد في بلده، فيختار أحد مختصرات المذهب، ويدرسه على أحد من أهل العلم الموثوقين، وقد ذكر شيخ الإسلام قصة وقعت مع القاضي أبي يعلى تبين أهمية دارسة المذهب السائد في بلد طالب العلم، حيث قال ـ رحمه الله ـ كما في المستدرك على مجموع الفتاوى: حكى لي الشيخ محمد بن يحيى عن القاضي أبي يعلى أنه قصده فقيه ليقرأ عليه مذهب أحمد، فسأله عن بلده فأخبره، فقال له: إن أهل بلدك كلهم يقرءون مذهب الشافعي، فلماذا عدلت أنت عنه إلى مذهبنا؟ فقال له: إنما عدلت عن المذهب رغبة فيك أنت، فقال له: إن هذا لا يصلح، فإنك إذا كنت في بلدك على مذهب أحمد وباقي أهل البلد على مذهب الشافعي لم تجد أحدا يعبد معك ولا يدارسك وكنت خليقا أن تثير خصومة وتوقع نزاعا، بل كونك على مذهب الشافعي حيث أهل بلدك على مذهبه أولى، ودله على الشيخ أبي إسحاق وذهب به إليه، فقال: سمعا وطاعة، أقدمه على الفقهاء. انتهى.
ومن أشهر أهل العلم الذين سهلوا الفقه عموما، وفي الفقه الحنبلي خصوصا ممن له أشرطة كثيرة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ وراجع في ذكر بعض كتب الفقه الفتاوى التالية أرقامها: 191855، 138891، 68138، 298438.
والله أعلم.