عنوان الفتوى : حكم من استغاث مازحا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذ الموقع وبعد فلدي أب إذا سقط من يده شيء أوسقط عليه قال يالشيخ ولد حمود يعطيك عقرب والشيخ ولد حمود هذا زميل له وهو ربما يكون يمزح ولا أعتقد أنه يستغيث به، فهل هذا شرك وهل أرث منه؟ وهل يجوز أن أسرق عليه إذاكان لا يعدل بيني وبين إخوتي وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاستغاثة والدعاء والنذر والحلف والذبح والخوف والرجاء والتعظيم، كل ذلك من العبادة التي لا يجوز أن تكون لغير الله تعالى. والدعاء -ومنه الاستغاثة التي هي طلب الغوث- يعتبر من أعظم العبادات، بل هو العبادة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة رواه أحمد وأصحاب السنن. والدعاء -ومنه الاستغاثة- هو طلب النفع أو دفع الضر. وقد دل القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم دعاء غير الله تعالى، وأن ذلك من الشرك، ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك على الفتوى رقم: 3779 ومع ذلك.. فإن الحكم على شخص معين ليس بالأمر الهين، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتوحيد والشرك والإيمان والكفر، وذلك للآثار المترتبة عليه في الدنيا والآخرة. والتكفير حكم خاص لا يطلق إلا على من توافرت فيه شروط التكفير من إتيانه مكفراً من المكفرات التي لا تقبل التأويل... وقد انتفت عنه الموانع.. فقد يكون جاهلاً أو متأولاً. فإذا توافرت الشروط، وانتفت الموانع، وقامت الحجة على الشخص، فهنا يحكم بكفره، ولأن نخطئ في إدخال ألف كافر في الإسلام خير من أن نخطئ في إخراج مسلم واحد من الإسلام، كما قال بعض أهل العلم. وعلى هذا.. فعليك أن تبين لأبيك خطورة هذا الكلام الذي يقوله، ولو كان مازحاً، فهذا من أبسط حقوقه عليك، أن تنصحه وتعلمه عقيدة التوحيد الخالص، وتحذره من الشرك، لعل الله تعالى ينفعه بك، فيبدو من حاله أن ما يتلفظ به ليس عن اعتقاد وخبث، ولكنه من الجهل وعدم الفهم للدين. كما أن عليك أن تبره وتعامله أحسن من معاملة بقية الأبناء، ولو كان يؤثرهم عليك، فأنت صاحب مبدأ ودعوة وعلم وفهم.. ولا تأخذ من ماله إلا بإذنه، وعدم عدله بين الأبناء ليس مبرراً للسرقة عليه، فإن كان في ذلك إثم فعليه هو وحده. ولمعرفة حكم الهبة لبعض الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض نحيلك إلى الفتوى رقم: 6242 والله أعلم.