عنوان الفتوى : الترغيب في مكافأة صانع المعروف
ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كافأ كل من كانت له يد عنده إلا أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فمكافأة كل من يصنع لك معروفا صعبة جداً بالنسبة لي، فهل يحرص الإنسان على رد الصنائع قدر المستطاع؟ أم كيف يكافؤها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث النبي صلى الله يه وسلم على مكافأة صانع المعروف، فإن لم يجد الشخص ما يكافئه به فليدع له، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أهدى إليكم فكافئوه. رواه أحمد وغيره.
وفي رواية: من أتى إليكم معروفا فكافئوه.
وفي رواية: من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فا دعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو دواد وغيره.
ولهذا، فمن السنة أن تكافئ من يصنع إليك معروفا، وينبغي أن يكون ذلك بحسب طاقتك وقدرتك دون تكلف، فإن لم يتيسر شيء تكافئه به فلتدع له، والدعاء متيسر في كل وقت ـ إن شاء الله ـ ومن الدعاء أن تقول له: جزاك الله خيرا، وقد روى الترمذي والنسائي وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء.
هذا، وفي الحديث الذي أشرت إليه منقبة عظيمة لأبي بكر رضي الله عنه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن صاحبكم خليل الله. رواه الترمذي.
والله أعلم.