عنوان الفتوى : لا حرج في تصميم الألعاب الإلكترونية الترفيهية الخالية من المحاذير الشرعية
منذ عدة أشهر وأنا بدأت أفكر في موضوع الصدقة الجارية أو الأعمال التي -إن شاء الله- تفيدني في الآخرة. فأنا صراحة أميل للبرمجة، فقررت أن أمارس هوايتي، وفي نفس الوقت أكسب الأجر -إن شاء الله-. حاليًا أنا ما بدأت برمجة أي برنامج لأن عندي بعض الأشياء أشك في حكمها، وما أريد أن أخاطر بالبرمجة، وأرتكب ذنبًا -والعياذ بالله-، فقررت أن أسأل قبل البدء، والأسئلة هي: 1- هل يجوز أن أصنع لعبة هدفها مجرد المرح أو الترفيه؟ قرأت في بعض المواقع أن هذا الشيء محرم، ولكن يجوز إذا كانت اللعبة للتعليم. فهل هذا صحيح؟ 2- هل يجوز نشر فيديو إعلاني عن اللعبة يحوي موسيقى أم أنه مجرد ذنب جارٍ؟ 3- هل يجوز أن تحتوي اللعبة على موسيقى؟ وإذا كان الجواب لا، فهل يجوز استبدالها بمؤثرات صوتية مثل أصوات الرياح أو الأصوات الطبيعية مثل عواء الذئب وغيرها؟ 4- هل يجوز أن تحوي اللعبة شخصيات أو رسومات لكائنات لها روح (مثل: البشر أو الحيوانات)؟ وإذا كان الجواب لا، فما البديل الشرعي؟ 5- هل يجوز استخدام الأصوات القصيرة، مثلًا: عند ضغط زر معين أو الفوز بمرحلة أو الخسارة بمرحلة مثل رنة جرس أو أي صوت من هذا القبيل؟ على سبيل المثال: أصوات مشابهة للتي في لعبة التعليم boys & girls في القسم الإنجليزي من هذا الموقع. وماذا إن كانت هذه الأصوات مقتبسة من أصوات معازف أو آلات موسيقية؟ لا أعني موسيقى كاملة، ولكن مثلًا صوت "ضربة طبل" عند ضغط أحد الأزرار أو شيء مثل هذا القبيل، فهل يجوز ذلك؟ 6- قرأت موضوعًا في هذا الموقع أن مكاسب الألعاب حلال -إن شاء الله-، وأنا أفكر وأنوي استعمال جميع مكاسب اللعبة للخير -إن شاء الله-، فما هي أفضل وسيلة لإنفاق المال المكتسب من اللعبة؟ أعتذر عن كثرة الأسئلة، ولكن أريد صنع لعبة صافية وخالية من أي ذنب، وخاصة الذنب الجاري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشرط جواز تصميم الألعاب الإلكترونية هو الخلو من المحاذير الشرعية، كالصور العارية، والمفاهيم الخاطئة المخالفة للشريعة، ووجود المعازف (الموسيقى). ولا يشترط أن تكون ذات طابع تعليمي أو تربوي، فلو كانت لمجرد التسلية أو الترفيه أو المرح المباح، فلا حرج في ذلك، وإن كان الأفضل بلا ريب أن يجتهد المصمم في إدخال الإفادة التعليمية أو التربوية في ما يقوم به من أعمال.
وبذلك يتبين أنه لا يجوز للمبرمج أن يدخل المعازف في ما يصممه من تطبيقات وبرمجيات، وله أن يستعيض عن ذلك بالمؤثرات الصوتية المذكورة في السؤال ونحوها، كما أنه لا حرج في استعمال الأصوات القصيرة للتنبيه، ولو كان أصلها مأخوذًا من صوت بعض المعازف، بشرط أن لا يبلغ الصوت أن يكون موزونًا ومطربًا؛ لأنه بذلك لا يدخل في المعازف، وراجع في ذلك وفي ما سبقه، الفتاوى التالية أرقامها: 270667، 222598، 1698، 8089.
وأما مسألة صور ذوات الأرواح المستعملة في هذه الألعاب: فهي من المسائل الخلافية، والذي نختاره من أقوال أهل العلم في فتاوانا هو: الجواز، خاصة وأن بعض المانعين للتصوير الفوتوغرافي يبيح مثل هذه الصور الرقمية على الحاسوب ونحوه، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 247681، 119052، 124186.
وأما السؤال الأخير: فلا نستطيع الجزم في جوابه بأن نوعًا ما من أنواع الإنفاق في الخير، هو الأفضل مطلقًا، ولا سيما مع اختلاف أحوال الناس وحاجاتهم بحسب الزمان والمكان، ويمكن الوقوف على بعض المعالم المعتبرة في المفاضلة بين أنواع الصدقات بالرجوع إلى الفتاوى التالية أرقامها: 51031، 256597، 134941.
والله أعلم.