عنوان الفتوى : مريض الإيدز إذا أقدم على الزواج فهل يكتم مرضه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أنا شاب التزمت منذ زمن والتحقت بمدرسة شرعية في روسيا وتعتبر من أفضل المدارس في روسيا علما ومنهجا لكنني توقفت عن الدراسة بسبب إصابتي بمرض (الإيدز) ـ عافاني الله وإياكم منه ـ وقد قمت بالمعالجة وتحسنت حالتي لكن بقي الفيروس موجوداً لكنه خامل غير نشمريط وسؤالي هو أنني أرغب في الزواج فهل يجوز أن أتزوج امرأة من غير أن أخبرها بمرضي لأنني إذا أخبرتها فسترفض الزواج مني؟ وإذا كان لا يجوز فما هي نصيحتكم لي؟ وأطلب منكم أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن لأنني مستعجل وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجب عليك أن تخبر من أردت الزواج منها حتى تكون على بينة من أمرها، فإن شاءت قبلت الزواج منك، وإن شاءت رفضت، لأن كتمان هذا النوع من الأمراض يعتبر غشاً للطرف الآخر، وربما أدى إلى مشاكل أكبر، وأمور لا تحمد عقباها. لهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش، فقال: ومن غش فليس منا. رواه مسلم وغيره. وإذا كنت أنت لا تحب أن تفعل بك امرأة هذا النوع، فينبغي لك ألا تفعله بغيرك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم. والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على الفرائض واجتناب المنهيات، وأن تكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في أوقات الإجابة أن يشفيك من هذا المرض، وأن تأخذ بالأسباب المادية من العلاج. وإذا أردت أن تتزوج امرأة فأخبرها بحالك حتى لا يكون في ذلك غش لها تستوجب بموجبه الفراق منك إن شاءت دون الرجوع إليك. نسأل الله أن يشفيك الشفاء التام والعاجل، وبإمكانك أن تستفيد أكثر لو اطلعت على الفتوى رقم: 6713. والله أعلم.