عنوان الفتوى : طاعة الفتاة والديها في إكمال دراستها في جامعات مختلطة تمنع النقاب
عمري 31 عامًا، من تونس، ولم أتزوج بعد، وأشار عليّ الأهل بإكمال دراستي الجامعية، فربما يتيسر لي الزواج، وهذا العام هو العام النهائي في الجامعة، ولا أخفي عليكم أن وضع الدراسة في الجامعة غير محبب إلى قلبي؛ بسبب الاختلاط، والمشاهد لا أحبها، وأحاول تجنب ذلك، ولا أواظب على حضور المحاضرات، وأكتفي بمتابعة الدروس عبر الإنترنت، وأذهب إلى الاختبارات فقط، لكن في بلدي تحدث مضايقات كثيرة للمنتقبات، وبصورة أكبر في الجامعة، وأصبحت لا أطيق الذهاب إليها حتى إذا للاختبارات فقط، وفكّرت أن أقطع دراستي، لكن أهلي يقولون لي: إنه لم يتبقَ لي بها إلا سنة واحدة، وعليّ أن أنهي دراستي الجامعية؛ لأن ذلك سيحسن وضعي الاجتماعي كثيرًا، وأنا أدرّس علوم القرآن، وأرى أن أكتفي بدراسة القرآن، وأن إتمام الدراسة الجامعية لن تفيدني كثيرًا، وأشعر أني أريد أن أتركها تمامًا لمرضات الله، خاصة أن دراستي مقابل أموال كثيرة، وأهلي يرون عكس ذلك، وأخشى أيضًا أن يحدث هذا العام منع لدخول المنتقبات إلى الجامعة، فما رأيكم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا نهنئك على ما أنعم الله به عليك من نعمة الاستقامة على الحق، والتزام الحجاب؛ فجزاك الله خيرًا، وجعلنا وإياك من ورثة الفردوس.
ولا شك أن الاختلاط المعهود الآن في كثير من الجامعات، أو في غيرها شر وبيل، وفساد كبير، وطريق إلى الفتنة عظيم، وسبق أن نبهنا على ذلك في الفتوى رقم: 3539.
وإذا أمكنك مواصلة الدراسة، وإكمال هذه السنة النهائية على النحو الذي سلكت من الحضور إلى الجامعة للاختبارات فقط، فافعلي، فإنك بذلك ترضين والديك، وتحققين مصلحة إكمال الدراسة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 5310.
وإن لم يكن من سبيل للانفكاك عن الفتنة؛ فمصلحة حفظ الدين أولى، وهي مقدمة على أي مصلحة، ولا تجوز طاعة الوالدين في هذه الحالة؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، ففي الحديث المتفق عليه عن علي -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الطاعة في المعروف.
وننصح بالمبادرة إلى الزواج؛ ففيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة من إعفاف النفس، وتحصيل النسل، وغير ذلك.
ولا ينبغي جعل الدراسة عائقًا دون الزواج، علمًا أنه لا حرج على المرأة، أو وليها في البحث عن الأزواج، وانظري الفتوى رقم: 18430.