عنوان الفتوى : قبول التوبة وشروطها الأربعة
سائلة من الجزائر تقول: السلام عليكم ورحمة الله، كنت أول عمري ملتزمة متحجبة، ثم تغيرت أخلاقي واتبعت أصحاب اللهو والشهوات، تزوجت ولكني قمت بالخيانة الزوجية، وأقمت علاقة مع عدد من الرجال، علاقة غير شرعية، ثم ندمت على ما فعلت من الخيانة والفواحش، وأنا حائرة هل يغفر الله لي ذنوبي ويقبل توبتي؟ وما هي الأشياء التي يجب علي عملها حتى يغفر الله لي ويقبل توبتي؟ ص. ن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: بعده:
يقول الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر: 53] أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، فقال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ الآية [الأنفال: 38] وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31] وقال النبي ﷺ: الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها.
فنوصيك بلزوم التوبة وهي:
1- الندم على ما مضى.
2- وترك المعاصي.
3- والعزم الصادق ألا تعودي فيها.
وبذلك يغفر الله جميع ما مضى، وهناك شرط رابع إذا كانت المعصية تتعلق بحق الغير، فإذا كان عندك لأحد حق من دين أو قرض أو سرقة أو غصب أو نحو ذلك، فأعطيه حقه، وبذلك تتم التوبة مع مراعاة الشروط الثلاثة السابقة.
وأبشري بالخير، وعليك بحسن الظن بالله وصحبة النساء الطيبات، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة.
نسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين الثبات على الحق والعافية من شرور النفس وسيئات العمل ومن نزغات الشيطان، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة
كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
--------------------
صدر الجواب مكتب سماحته برقم 1907 / 1 / ش في 17 / 10 / 1416 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/357).