عنوان الفتوى : حكم الدعاء بقول: بسم الله اكتنفت، وفي حرزه الحصين دخلت....
ما حكم التحصن بهذا الدعاء؟ لا بد للمسلمة أن تكون متحصنة؛ لأنك إن لم تتحصني فإن الجن والشياطين يؤذونك، فعليك بالحصن الآتي؛ فإنه والله العظيم، والاسم الأعظم الذي رفع به السماء، وبسط به الأرض إن هذا الحصن من الأسرار المكنونة، فإذا قرأه إنسان لم يصبه شر طوال اليوم، فهو أمانة، فلا تهملي فتندمي، يقرأ ثلاث مرات بعد طلوع الشمس، وبعد العشاء يوميًا، والله على كل شيء قدير: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله عن يميني، بسم الله عن شمالي، بسم الله أمامي، بسم الله خلفي، بسم الله من فوقي، بسم الله أن أغتال من تحتي، بسم الله اكتنفت، وفي حرزه الحصين دخلت، وبحصنه المنيع احتجبت، وبأسمائه الحسنى تسربلت، وبسر أنوار القوي القاهر علوت، وبسر أنوار اسمه الجليل ترديت، وبقوة إمداد أسرار اسمه القوي القاهر علوت، وغلبت أعدائي من الجن، والإنس، وسائر المخلوقين، واحتجبت، وانتصرت، وقهرت، وبجلال بهاء سناء اسمه العظيم الكبير الحي القيوم ذي الجلال والإكرام تذرعت، وببوارق أنوار أسرار كلامه العظيم احتجبت، وتمسكت، وبخفي لطفه الحسن الجميل تعلقت، وبركنه القوي التجأت، واستندت، سبحانه وبحمده، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، فتاح عليم باسط معز جواد كريم عليّ عظيم، اللهم إني أسألك بكلماتك التامات، والأسماء المعظمات، والأحرف النورانيات، والكتب المنزلات، والآيات البينات، وبما أورته سرادقات عرشك العظيم من الهيبة، والجلال، والقدرة، والعظمة، وبما أودعت في الحروف، والأسماء من الخواص، والأسرار بالحضرة الشريفة، والشريعة المطهرة، والصلوات الخمس، واتصال الأسرار من الرحمة للخواص من عبادك، وأسألك يا رب بما دعاك به أنبياؤك، ورسلك، وبما يسبحك به أنبياؤك، ورسلك، وبما يسبحك به، ويمجدك به حملة عرشك، والمقربون من ملائكتك، أن تجعلني محفوظًا محصنًا من كل عدو من الجن، والإنس، وسائر العوالم ما علمت منها، وما لم أعلم، وأدخلني في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع، محجوبًا عن كل سوء، مغموسًا في بحر من نور هيبتك، مؤيدًا بيد منك، مؤيدًا بروح القدس، وكن اللهم لي وليًّا، وناصرًا، وكفيلًا، ووكيلًا، وحسيبًا، وحفيظًا، برحمتك، وفضلك، ومنّك، وطَولك، واجعل جميع مخلوقاتك طوع يدي، مالكًا أزمة قلوبهم، محبوبًا عندهم، معززًا مكرمًا مهابًا معظمًا فيهم، لا يعصون أمري، ولا أنال منهم مكروهًا أبدًا، معصوما من أذاهم بشدة المحبة، والألفة، والمودة، واجعلني في ذلك قريبًا من حضرتك الشريفة، متمسكًا بالشريعة المطهرة، متلقيًا للعلوم، والحكمة التي تقذفها بفضلك في قلبي من فيض أنوارك، واحفظني اللهم من العجب، والكبر، والرياء، والنفاق، والكفر، والشقاق، والشرك الخفي، وطهرني من الدنس، والزلات، والعيوب الباطنة والظاهرة، وقدس اللهم فكري، ونور بنور العلم واليقين قلبي، واهدني سواء السبيل، وبلغني مقاصدي، وأعني على أمانيّ، واعززني بعزك يا عزيز، وملكني ملكًا بحولك يا مالك الملك، وانصرني يا نصير، وقوني يا قوي، واهدني سواء السبيل، واجعلني آمنًا من عذاب القبر، وفتنته، واجعل حياتي في طاعتك، وفهمي في علمك اللدني، واصحبني بعبادك الصالحين، والأبرار، والصديقين، واجعلني منهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم وعافني من كل بلية، ونجني من كل هلكة، ولا تجعلني من الهالكين، ولا تجعلني من الغافلين، واسقني كأسًا راويًا من شراب محبتك، ولا تجعلني من القانطين، يا ذا الحجة البالغة، ويا ذا العظمة والقدرة، يا حي، يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام، إلهي ما أعظم شأنك، وأعز سلطانك، بك اللهم نزلت، وأنت خير المنزلين، وبك انتصرت، وأنت خير الناصرين، وبك اهتديت إلى صراطك المستقيم، فاكفني اللهم شر كل مكروه، واجعل دعائي مقرونًا بإجابتك، مع اللطف، والرعاية، والمنح الجسام، والملقنات الكرام، وترقيات الوصول إلى حضرتك الشريفة، وأهلني بسريع الخطاب، يا سريع، يا بديع، يا رفيع الدرجات يا سامع الأصوات على اختلاف اللغات، أسألك العصمة، والأمن، والسلامة، واللطف، والبركة، والقناعة، والغنى بك عن من سواك، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، سلام قولًا من رب رحيم، سلام قولًا من رب رحيم، سلام قولًا من رب رحيم، سلام قولًا من رب رحيم، سلام قولًا من رب رحيم، سلام قولًا من رب رحيم، وصلوات الله البر الرحيم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم، وعلى آله، وأصحابه، وأزواجه، وذرياته عدد الأنفاس، واللحظات، والقطر، والنبات، وجميع ما في الكائنات كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقول بأن (هذا الحصن من الأسرار المكنونة، فإذا قرأه إنسان لم يصبه شر طوال اليوم) قول باطل لا دليل عليه، فإن كان سرًّا فمن الذي أفشاه، ومن أين عُلم أن من قرأه لم يصبه شيء طوال اليوم، فإن هذا لا يعلم إلا من النص المعصوم قرآنًا، أو سنة، وليس فيهما هذا الدعاء، فمن ادعى هذه الدعوى فقد قال على الله بلا علم، وقد حذرنا ربنا فقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.
فالحذر الحذر من هذه الدعاوى، ومن تعليق القلوب بألفاظ مجملة، وعبارات متكلفة، يظن صاحبها أنها الحرز، والحصن! وليس هناك حرز أعظم من القرآن، وأدعية السنة الصحيحة.
وقد اشتمل هذا الدعاء على عبارات غريبة كقوله: "وبأسمائه الحسنى تسربلت" وهذه قد توهم معان باطلة، كالحلول في أسماء الله، وقد يقصد بها ملازمة الأسماء الحسنى، ومقتضياتها، ولكن العبارة مجملة، وفي السنة من التوسل بالأسماء الحسنى ما يكفي، ويشفي.
وكقوله: "والأحرف النورانيات" فلا يدرى ما هي هذه الأحرف.
وكقوله: "وأدخلني في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع " فما هي أنوار خزائن الحرز؟ وهل لها إمداد، وهل له سر؟!
فهذه كلمات مبتدعة لم يعرفها السلف، وقد يقصد بها بعض المتصوفة معان باطلة، فينبغي الاستغناء عنها بالأدعية النبوية العظيمة النافعة.
ويمكن الاستفادة من الدعوات الصحيحة الواردة في كتب السنة، وقد حاول جمعها غير واحد، فانظر: الدعاء، للشيخ سعيد القحطاني، والدعوات الطيبات، للشيخ أحمد حطيبة، الذكر والدعاء، للدكتور عبد الرزاق البدر، مختصر النصيحة، للشيخ محمد إسماعيل المقدم.
والله أعلم.