الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في نية الاجتهاد في طلب العلم، وأصبت في نية حفظ كتاب الله تعالى؛ فإن طلب العلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وخير الناس من تعلم القرآن وعلمه، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والذي يجب عليك البدء به هو تعلم فرض العين -كما أشرت-؛ قال الأخضري المالكي في مقدمة مختصره: أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ: تَصْحِيحُ إِيمَانِهِ، ثُمَّ مَعْرِفَةُ مَا يُصْلِحُ بِهِ فَرْضَ عَيْنِهِ، كَأَحْكَامِ الصَّلَاةِ، وَالطَّهَارَةِ، وَالصِّيَامِ..

وبعد تحصيل فرض العين تشتغل بالعلوم التي هي فروض الكفاية، وانظر الفتوى رقم: 123456، وهي بعنوان: طلب العلم بين الفرض العيني والفرض الكفائي.

والبداية تكون أولًا بحفظ المختصرات، وشروحها عند شيخ عارف بها، ثم تتدرج في حفظ الكتب المتوسطة، وهكذا؛ فقد جرت عادة طلبة العلم أن يبدؤوا بدراسة المختصرات، ثم المتوسطات، ثم المطولات في كل فن، وإذا أردت تفاصيل أكثر عن كيفية طلب العلم، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10695، 4131، 2410، 8563، 20885.

نسأل الله لنا، ولك التوفيق.

والله أعلم.