عنوان الفتوى : مما يدفع إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أو اللهم بارك عليه
عمري 24 سنة، وتقدم لي شخص لخطبتي، ولكن لم تتم بعد، وأخته عرسها بعد أسبوع، وكل ما جاءت أخته في بالي أحس أني من الممكن أن أحسدها، فأخاف أن يكون فعلًا هذا حسد من داخلي، فأقرأ المعوذات بسرعة من أجل أن لا أصيبها بالعين، فهل هذا فعلًا حسد؟ و لو كان حسدًا فلماذا أنا أفكر هكذا؟ وكيف أتخلص من هذه العادة لو كانت فعلًا حسدًا؟ وهل من الممكن ن تصاب بالعين بسببي؛ حتى برغم أني قرأت المعوذات في عين نفسي من أجل أن لا أصيبها بالعين؟ مع العلم أني أفعل هكذا دائمًا إذا أعجبني شيء أخاف أن أصيبه بالعين، فأقرأ المعوذات لحماية هذا الشيء من عيني. المعذرة عن الإطالة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بصرف ذهنك عن هذا الأمر، وأن تشغلي نفسك عن التفكير فيه، وأن توظفي وقتك، وطاقتك بالتعلم، والدعوة إلى الله تعالى، وبما تيسر من خدمة أهلك.
ثم إن مجرد خطور أمر هذه الأخت ببالك لا يلزم أن يكون فيه عين، مع أن الدعاء لها بالبركة، وقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله يكفي -إن شاء الله- لسلامتها مما خفت حصوله من إصابتها بالعين، فقد أخرج أحمد، والحاكم عن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه، وماله فليُبَرِّك عليه، فإن العين حق. ومعنى فليُبَرِّك عليه: يدعو له بالبركة.
وعن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه، أو ماله، أو أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة، فإن العين حق. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه، وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: "ألا بركت عليه" أي: قلت: اللهم بارك عليه.
ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة، عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه، أو دخل حائطًا من حيطانه قال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. انتهى.
وقال ابن كثير: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من ماله، أو ولده فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وروى أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهلٍ، ومالٍ، وولدٍ فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى آفة دون الموت.
والله أعلم.