عنوان الفتوى : من وقف في مكان ظن أنه مزدلفة ثم تبين له خلاف ذلك
رزقني الله هذا العام بالحج وتم خروجي يوم عرفة متأخراً متوجهاً إلى المزدلفة وقفت الحافلة في منطقة مليئة بالحافلات والحجاج الذين يلتقطون الحصى ونزل باقي أفراد الرحلة وتم نزولي ظناً أن هذا المكان هو المزدلفة وصلينا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وكان هذا حوالى الساعة الثالثة صباح يوم العيد تقريباً وكان الطريق مزدحماً واستكمل الأتوبيس رحلته إلى منى وفي الطريق وبعد شروق الشمس قرأت لافتة مكتوب عليها "بداية المزدلفة" أي أن أغلب الظن أن المكان الذي كنا فيه ليس بمزدلفة فهل علي أن أذبح أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج عند جمهور الفقهاء يجب على من تركه دم (وهو شاة) يوزعها على فقراء الحرم، ومن وقف في مكان ظناً منه أنه مزدلفة ثم تبين له خلاف ذلك باليقين أو بغلبة الظن، فهو كمن لم يقف بها، فالقاعدة أنه: لا عبرة بالظن البين خطؤه.
وقد نص علماء الحنابلة وغيرهم على ذلك، فقال ابن قدامة في المغني: "المبيت بمزدلفة واجب يجب بتركه دم، سواء تركه عمداً أو خطأ، عالماً أو جاهلاً، لأنه ترك نسكاً، وللنسيان أثره في ترك الموجود كالمعدوم، لا في جعل المعدوم كالموجود" ا.هـ
وبناء على ذلك، فإن الواجب عليك وعلى من معك ذبح شاة عن كل شخص توزع على فقراء الحرم، لعدم التيقن من الإتيان بالعبادة على الوجه المطلوب شرعاً.
والله أعلم.