عنوان الفتوى : المقصود بإتلاف المصحف زوال الحروف
هل يجب دق أوراق المصحف بعد حرقها؟ أم يجوز رميها بعد الحرق؟ وهل من الصحيح أن حروف أوراق المصحف تصبح غير حقيقية بعد الحرق ويجوز رميها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تعذر الانتفاع بالمصحف نتيجة لفقد بعض أوراقه، أو خشي عليه الامتهان ونحو ذلك، فلا بأس بإحراقه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 37422.
فإذا أزال الحرق الكتابة، فهو المراد، أما إذا بقيت الحروف ظاهرة على الورق، فلا بد من إزالتها من خلال القيام بتفتيت الأوراق ودقها أو نحو ذلك حتى تصبح رمادا أو على الأقل تزول صورة الحروف، وهذا هو المطلوب، يقول الشيخ ابن عثيمين: ولكني أرى إن أحرقها أن يدقها حتى تتفتت وتكون رماداً، ذلك لأن المحروق من المطبوع تبقى فيه الحروف ظاهرة بعد إحراقه، ولا تزول إلا بدقِّه حتى يكون كالرماد. اهـ.
ويقول أيضا: إذا مزقت تبقى هذه طريقة ثالثة، لكنها صعبة، لأن التمزيق لا بد أن يأتي على جميع الكلمات والحروف وهذه صعبة إلا أن توجد آلة تمزق تمزيقاً دقيقاً جداً بحيث لا تبقى صورة الحرف، فتكون هذه طريقة ثالثة، وهي جائزة. اهـ.
ويعلم من هذا أنه ما دامت صورة الحروف لم تذهب بالحرق، فالغرض منه لم يحصل بصرف النظر عن كون المتبقي حروفا حقيقية أو غير حقيقية.
والله أعلم.