عنوان الفتوى : هل يحشر الناس بأصواتهم التي كانت في الدنيا
هل صحيح أن الناس يحشرون على أصواتهم الحقيقية منهم كأصوات الحيوانات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وحسنه الحافظ في الفتح.
قال في تحفة الأحوذي : قال المظَهَّرُ: يعني صورهم صور الإنسان وجثثهم كجثة الذر في الصغر. قال الطيبي: لفظ الحديث يساعد هذا المعنى لأن قوله أمثال الذر تشبيه لهم بالذر ولا بد من بيان وجه الشبه، لأنه يحتمل أن يكون وجه الشبه الصغر في الجثة، وأن يكون الحقارة والصغار، فقوله في صور الرجال بيان للوجه، ودفع وهم من يتوهم خلافه. انتهى.
أما حشرهم بأصواتهم التي كانت في الدنيا، فلا نعلم في ذلك أثراً إلا ما أسند الثعالبي في تفسيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه: هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين صفاً عن اليمين وصفاً عن الشمال، ينبحن كما تنبح الكلاب. ، والحديث ضعيف، وما سوى ذلك فغيب لا يتكلم فيه إلا بوحي.
والله أعلم.