عنوان الفتوى : أحكام عيادة المريض بمرض معد
أخي أعزب، ووحيد. وفي الآونة الأخيرة أصيب في بلاد الغربة، بنوع من البكتريا معدي، ومقاوم للمضادات الحيوية، ويستغرق علاجه عدة شهور. يمكث الآن في مستشفى للعزل الطبي، والعلاج... تبقى هناك احتمالية لانتقال العدوى حال الزيارة، تصل إلى 50%... أنا عندي طفل صغير، وهذه البكتيريا ضارة جدا بالأطفال، ويمنع الأطباء المرضى من الاختلاط بهم من قبل ذويهم المرضى، أو الحاملين للبكتيريا. هذه البكتيريا يمكن أن أحملها، وأنقلها، ولا أصاب بأي أعراض مرضية. للتأكد من عدم حملها، لا بد من إجراء تحليل بعد أسبوعين من رجوعي من زيارة أخي، خلالها سأبتعد تماما عن الاختلاط بأهلي، وولدي. وفي حالة حملي لها، سيتم عزلي عن أهلي، وولدي، وأدخل في نفس الدوامة التي يعاني أخي منها في الغربة. أفيدوني: هل أذهب إلى أخي لشد أزره، ومواساته، أم أفر من هذا النوع من العدوى فراري من الجذام، تاركا إياه وحيدا في بلاد الغربة بلا سائل يسأل عن حاله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافي أخاك، وأن يعينك على صلته.
وقد بينا بالفتوى رقم: 54449، وتوابعها، مشروعية التوقي ممن به مرض معد.
وأخرج الطبري في تهذيب الآثار عن الزهري، أن عمر بن الخطاب، قال للمعيقيب: "اجلس مني قيد رمح"، قال: "وكان به ذاك الداء، وكان بدريا ".والمقصود بالداء: (الجذام)
فالمقصود أنه مع ما ذكرت من الاحتمال الكبير لانتقال المرض، حال الدخول على أخيك، فالمشروع في حقك توقي ذلك.
وأما صلته، والسؤال عنه، فيمكن مع اتقاء الضرر كأن تسلم عليه، وتسأله عن حاله دون الدخول إلى داخل حجرة العزل, ويراجع بشأن زيارته، والدخول عليه، والاحتياطات اللازمة الطبيب المختص، وتفعل من الإحسان إليه، وصلته ما تقدر عليه دون لحوق ضرر بك، فلا ضرر، ولا ضرار .
والله أعلم.