عنوان الفتوى : المفهوم الصحيح لعبادة الله
مرة كان شخص يحدثنا ويقول: رأيت شخصًا مرة يسمع أو يشاهد مقطعًا عن نعيم الجنة، وكان فرحًا ويقول: اللهم أدخلنا الجنة. فقلت له: ألذلك أسلمت (أي: لكي تحصل على النعيم)؟ قال: نعم. فقلت له: أنت إذن إيمانك ضعيف، أنت إيمانك "تجاري". فقال لي: وأنت لماذا آمنت؟ فقلت: أنا آمنت بالله لأني لم أجد مستحقًّا للعبادة غيره، ولو وجدت لآمنت به. فما حكم ما قاله هذا الرجل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمؤمن يعبد الله تعالى لأنه وحده المستحق للعبادة، وأيضًا يعبده رجاء رحمته وجنته، وخشية عذابه وناره، ولا تناقض بين ذلك كله, بل هذا هو المنهج الصحيح والمسلك القويم، وقد قال تعالى عن صفوة خلقه من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {الأنبياء:90}.
فتبين من هذا خطأ قائل الكلام المذكور في السؤال في فهمه للإيمان والعبادة. وراجع للمزيد الفتوى رقم: 162635.
والله أعلم.