عنوان الفتوى : واجب من أخطأ في النطق في الصلاة.. المنفرد أو الإمام أو المأموم
لدي أسئلة في أخطاء النطق، أرجو الرد عليها:صليت مع الإمام وأخطأت في التسليمة الثانية في كلمة "ورحمة" وأكملت إلى "وبركاته" فأعدتها من كلمة "ورحمة" وأكملت إلى "وبركاته"، فهل صلاتي صحيحة؟ ولو أخطأت في التسليمة الأولى وأعدتها هل أسجد للسهو؟لأني قرأت في موقعكم أنه يعيدها ويسجد للسهو؛ لأنها ركن، مع أن الإمام إذا أخطأ في الفاتحة يعيدها ولا يسجد للسهو مع أنها ركن!وهل إذا أخطأت في النطق وأنا مأموم يلزمني سجود السهو؟ وما الواجب فعله إذا أخطأت في النطق في الصلاة في أركانها وواجباتها سواء كنت منفردًا أم مأمومًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك مصاب بشيء من الوسوسة، فإن يكن كذلك فعليك أن تتجنب الوساوس وأن تجاهدها، ومهما وسوس لك الشيطان أنك أخطأت في النطق فامض في صلاتك ولا تلتفت إلى وسوسته، ولا تسجد للسهو، وانظر الفتوى رقم: 134196.
واعلم أن المأموم لا يسجد للسهو إلا تبعًا لإمامه في قول عامة أهل العلم لكن قد نص جماعة من الفقهاء على أن القدوة تنقطع بسلام الإمام وعليه فيشرع لك سجود السهو إذا لحنت في التسليم قال الرافعي : ولو سها المأموم بعد سلام الإمام لم يتحمله الإمام لانقطاع رابطة الاقتداء وذلك في المسبوق إذا سها فيما يتفرد بتداركه وكذلك المأموم الموافق لو تكلم ساهيا ، انتهى .
وكاللحن في السلام اللحن في الفاتحة، فإذا سها فلحن لحنًا يبطل عمده الصلاة فإن عليه أن يصححه، ويشرع له في هذه الحال سجود السهو.
قال الشيخ/ ابن باز -رحمه الله-: أما إذا سها فقرأ شيئا يبطل عمده الصلاة سهوًا فإنه يسجد للسهو، كأن يقرأ: صراط الذين أنعمت عليهم، -يعني بضم التاء من أنعمت- هذا ينسب النعمة إليه، هذا لحن عظيم يخل بالمعنى، فالمنعم هو الله وحده: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يعني الرب -عز وجل-، هذا لحن شنيع إذا تعمده أبطل الصلاة، وإذا كان سهوًا يسجد للسهو، يعيد القراءة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ويسجد للسهو، وهكذا لو قال: إياك نعبد وإياك نستعين، -بكسر الكاف- هذا لحن يحيل المعنى؛ لأنه خطاب للأنثى، والخطاب مع الله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فإذا تعمد هذا بطلت صلاته، أما إذا سبق على لسانه سهوًا فإنه يسجد للسهو. انتهى.
وهذا كله ما لم يكن الشخص موسوسًا، فإن كان موسوسًا فإنه يعرض عن الوساوس ويتجاهلها -كما بيّنّا-.
والله أعلم.