عنوان الفتوى : حكم إنشاء برنامج تواصل اجتماعي ونشره بين الناس
أما بعد: إخواننا الكرام في فكرة في بالي عن تطبيق إلكتروني ولكن أخاف أن تكون فيها ما ينافي الشرع أو أي شيء إثم، أتمنى أن تعطيني فرصة لقراءة الرسالة لفهم الفكرة وسأكتب كل ما في بالي عن الفكرة لتتضح لكم الفكرة كاملة. بسم الله أقرب تطبيق للفكرة هو "الفيس بوك" وبعده "التوتير" الفكرة باختصار: ـ جريدة إلكترونية اجتماعية ـ يعني كل عضو يستطيع أن ينشئ جريدة خاصة به، والأعضاء يستطيعون إضافته وقراءة جريدته (سواء يوميا أو أسبوعيا أو شهريا) فكل صباح يستطيع قراءة جرائد من يريد من الذين أضافهم، بمعنى آخر كحسابات التوتير أو انستجرام كل شخص يعمل له حساب ويكتب ما يريد أو يضع أي صورة، وأنت تضيف من تريد وتقرأ كتاباته، لكن هذه ستكون جرائد، ولكن الذي أخاف منه وديني أولى من كل شيء أنه كما تعلم ـ إذا كتب ربي لي فيه التوفيق ـ أنه يحتمل أنه ينزله الملايين من مختلف أنحاء العالم فسيصعب التحكم به، مع أني أفكر في وضع قوانين صارمة وإن كان أغلبهم غير مسلمين، لكن لا أخفيك وأنت تعلم أنه ستكون هناك حسابات لنساء كاشفات ـ حيث أن جميع الغرب لا يعتبر الكشف عيبا ـ وأيضا صور ذوات الأرواح وموسيقى وكثير من المعاصي ما الله بها أعلم (تماما مثل التوتير هناك الصالحون وهناك الفاسدون) سؤالي: هل يجوز لي إنشاء هذا البرنامج؟ وهل سأتحمل أوزار من يسيء في استخدامه؟ وما أفكر حاليا في وضعه من قوانين صارمة سواء للمستخدمين المسلمين أو غير المسلمين ـ منع صور النساء بلباس البحر وما شابهه من لباس متعر (قدر المستطاع) منع وضع أو الترويج بأي طريقة كانت للكحوليات ـ الابتعاد عن السب أو شتم أي شخص سواء تعرفه أو لا تعرفه بطريق مباشرة أو غير مباشرة ـ المصداقية ثم المصداقية ثم المصداقية في نقل الأخبار، ويجدر بالإشارة إلى أنه قد يكون ضمن المواقع المشهورة عالميا ولاحقا يمكن الاستفادة منه كمنصة لمساعدة الإعلام الإسلامي. ولكم مني جزيل الشكر، بحثت في موقع إسلام سؤال وجواب وموقعكم الشبكة الإسلامية ولم أجد جوابا شافيا لسؤالي بل وجدت في موقعكم أنكم قلتم بأنه لم يردكم أي سؤال من أصحاب القنوات والإذاعة، وسؤالي أظنه مرتبط بهم لأني مالك للموقع ويحتوي ما سوف تحتويه الإذاعة من صور وروابط صوتية وفيديوهات وهكذا، وكل الأسئلة التي وجدتها كانت تدور حول سؤالي، ولعلكم تفيدوننا بجواب شاف أريح فيه نفسي سواء كان بالجواز أو بالحرمة ما دام أنه من شرع الله. وجزاكم الله خير على جهودكم التي قدمتموها للمسلمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إنشاء مثل هذا البرنامج ونشره بين الناس عموما ينبي حكمه على الغالب في استخدامه، فإن كان غالب من سيستخدمه سيستخدمه في المحرمات، فلا يجوز نشره، حتى لا تكون مفتاح شر ومعاونا على إثم، وقد قال الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وأما إذا جهل حال من سيستخدم هذا البرنامج، أو كان الغالب هو استخدامه في النفع فلا حرج عليك في إنشائه ونشره بين الناس، ويكون الأمر كما ذكر سبحانه: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا {الإسراء:84}.
ووضعك لقوانين تحد من استخدام البرنامج في المحرمات هو أمر طيب، ولكنه لا يغير من الحكم شيئا ما دمت لا تستطيع التحكم بالحذف والإلغاء لكل من خالف تلك القوانين واستخدم البرنامج في المحرمات.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين التالية أرقامهما: 126872، 224206.
والله أعلم.