عنوان الفتوى : حكم الفطر في رمضان لخوف حصول المرض
أعيش وأعمل في كندا نهارا، وساعات الصيام في نهار رمضان تصل إلى 18 ساعة. وقد عانيت من حصوات بالكلى، وتم تفتيتها. ولكن نصحني الأطباء بشرب الماء بكثرة؛ للتقليل من نسبة ترسب الأملاح، وتكوُّن حصوات أخرى. سؤالي: ما حكم صيام رمضان في حالتي؟ أرجو منكم عدم تحويلي لفتوى أخرى، حيث إني بحثت في موقعكم قبل الإرسال، ولم أجد ما هو مطابق تماما لحالتي. جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن خوف حصول المرض كالمرض في إباحة الفطر في رمضان.
قال ابن قدامة: فَصْلٌ: وَالصَّحِيحُ الَّذِي يَخْشَى الْمَرَضَ بِالصِّيَامِ، كَالْمَرِيضِ الَّذِي يَخَافُ زِيَادَتَهُ فِي إبَاحَةِ الْفِطْرِ؛ لِأَنَّ الْمَرِيضَ إنَّمَا أُبِيحَ لَهُ الْفِطْرُ خَوْفًا مِمَّا يَتَجَدَّدُ بِصِيَامِهِ، مِنْ زِيَادَةِ الْمَرَضِ، وَتَطَاوُلِهِ، فَالْخَوْفُ مِنْ تَجَدُّدِ الْمَرَضِ فِي مَعْنَاهُ. اهـ.
ولكن ما ذكرته من الحاجة لشرب الماء حتى لا تتجمع الأملاح، وتصاب بحصوات في الكلى، هذا الشرب يُنظر فيه: فإن كان لا يتعين نهارا، وكان الشرب ليلا ينتفي معه خوف الإصابة بالمرض، لم يجز الفطر، ووجب الصيام. وإن كان الشرب ليلا لا يغني عن الشرب نهارا، وخُشِي بخبر الطبيب الثقة، أنك لو لم تشرب نهارا طيلة الشهر، أن تمرض، جاز لك أن تفطر، وإن كان خوف المرض يزول بفطر بعض الأيام، أفطرت من الأيام القدر الذي يزول معه خوف الإصابة بالمرض، ووجب عليك الصوم في بقية الشهر.
والله أعلم.